ان القديسة أيملدة لمبرتيني من رهبانية القديس عبدالأحد ، أمتازت منذ حداثتها بحب شديد ليسوع عروسها السماوي ، وإذ علمت انه موجود حقاً في القربان المقدس كان شوقها الى قبوله يشتد يوماً بعد يوم ، ولا سيما عند مشاهدتا أخواتها الراهبات يتناولنه ، ومع ذلك لم تأذن لها رئيسة الدير بأن تقترب من المائدة المقدسة لصغر سنها.
ولكن من يقدر ان يمسك يد الله عن العطاء متى أراد ان يجزل احساناته لنفس طاهرة. ففي عيد الصعود بينما كانت الراهبات يذهبن الواحدة تلو الأخرى ليتناولن ، وكانت أيملدة وحدها بعيدة عن المائدة المقدسة أستطاعت بكثرة تنهداتها وصلواتها ان تقرب الله منها ، فنزل قربان من السماء على مشهد من جميع الراهبات المتعجبات ووقف على رأس أيملدة .
ففهم الكاهن إذ ذاك ارادة الله ، فجاء وأخذ القربان المقدس وناول الفتاة أيملدة . فلم يسعها هذه الفتاة المغبوطة ان تهبط فرحها فأطبقت عينيها وطارت نفسها الى الأخدار السماوية.