|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
عندما سمعوا من ابسخيرون ذلك ورأوا ثبات قلبه وصلابة إيمانه لم يجدوا وسيلة في إقناعه فاتفقوا أن يذهبوا إلى النائب، فقاموا وذهبوا إليه وأخبروه انه لم تجد مع القديس أية وسيلة فيجب أن ينفذ فيه إرادته. وكان الوالي في هذا الوقت متحير من هذا السجين ويفكر في الحيلة التى يرجع بها القديس عن إيمانه، فذهب إليه وقال له: "أيها البائس أشفق على نفسك وقدم البخور للآلهة لئلا تضطرني أن أرسلك إلى المقدم فيحكم عليك وتموت، لذلك أنا أكلمك هذه المرة، واعلم أننا لا نريد لك شرا، وإن كنت أخذت في قلبك من أجل أني لطمتك فقم ورد لي اللطمة أربعة اضعاف، اسمع لي وارفع البخور للآلهة، وعند ذلك نكتب للملك ونعرفه شجاعتك في الجندية، وأنت ذو جنس كريم، وتصير من الآن أخانا وحبيبنا." ولكن القديس لم يسمع له معلنا أنه لا يقدم البخور للأوثان، أما الوالي فعندما رأى أن هذه الطريقة لم تجد معه عاد إلى مخاطبته متوعداً قائلاً: "أترك شجاعتك وتجلدك فإننا بعد مخالفتك نرسلك إلى المقدم فتنال عقابك وتصير مرفوضا." وفى قلب هادئ أجابه القديس: "أفعل ما بدا لك ولا تؤخر، أنا لا أعبد غير إلهى وملكي يسوع المسيح الذي له السجود وحده." فامتلأ النائب والعظماء غيظاً وحنقاً علي القديس وانصرفوا غاضبين بعد ما كتبوا رسالة مضمونها هكذا: " أنه لما وردت أوامر سادتنا الملوك بعبادة الآلهة الكرام وأنه إن وجد أحد يسمى مسيحيا ولا يسجد للآلهة الكرام يعذب بأنواع العذاب، وحيث أننا وجدنا ابسخيرون هذا مخالفا لأوامر الملوك وغير طائع ولا راض بعبادة الآلهة لذلك نرسله مربوطا مع أربعة جنود وهذه أسماؤهم: فالوظى وديونياس ودياسيوس وكيرس." بعدما تقرر محاكمة الجندي ابسخيرون لخروجه عن طاعة مليكه وعدم امتثاله لأوامر الوالي والعظماء ورفضه السجود للأوثان استلم لحراس الأربعة أوراق قضيته تمهيدا لترحيلة إلى مدينة انصنا حيث كان يحاكم فيها المسيحيون الذين لم تجد معهم كافة الطرق لإجبارهم علي السجود للأوثان والتجديف علي اسم الرب يسوع. وكان حاكم انصنا اكثر ولاة الإمبراطورية الرومانية قسوة وكان يتفنن في تعذيب آلاف المسيحيين بكافة الطرق الوحشية وقام بعدة جولات في مدن الصعيد ليشرف بنفسه على تعذيب المسيحيين وهو الذى صنع مذابح إسنا وأخميم حيث أراق دماء أعداد كبيرة من المسيحيين المؤمنين بالرب يسوع والذين رفضوا أوامر الملك بالتبخير والسجود للأوثان. |
|