|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إن كان التسبيح يهب النفس جناحي الحب الله والناس، فتنطلق كما في حرية لتمارس الحياة شبه السماوية، فإنها تجعل من المؤمن أشبه بكوكبٍ منير في سماء الروح، يُسر بها الله نفسه وخدامه السمائيون. يعتز الله بأولاده، ويهبهم روح التحدي ضد ظلمة الضلال. ينشغل الله بإحصاء عدد الكواكب الجامدة، ويدعو كلًا منها بأسماء، فكم بالأكثر يهتم بالمؤمنين به ككواكب تتلألأ على مستوي أبدي. يعرف عددهم، ولا يُحرم أحد من اهتمامه وعنايته، ما لم يرفض الشخص عمل الله. إنه يدعونا بأسمائنا. "هكذا يقول الرب خالقك يا يعقوب، وجابلك يا إسرائيل: لا تخف لأني فديتك، دعوتك باسمك، أنت لي" (إش 43: 1-2). "لكي تعرف إني أنا الرب الذي يدعوك باسمك" (إش 45 : 3). في عتابٍ مملوء محبة يقول: "دعوتك باسمك، لقبتك، وأنت لست تعرفني" (إش 45: 4). يقول السيد المسيح عن نفسه: "فيدعو خرافه الخاصة بأسماء" (يو 10: 3). يقول القديس ديديموس الضرير إن معرفة الله لكل شيءٍ ليس بالأمر العجيب، إنما من أجل عنايته يعلن أنه يحصي عدد الكواكب، كما يحصي شعور رؤوسنا. إنه يهتم بما يبدو لنا أنها أمور تستحق الإحصاء كالكواكب، كما يهتم بما يبدو غير مستحق لذلك كعدد شعور رؤوسنا. |
|