|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أَنا والآبُ واحِد "َأنا والآبُ واحِد" تدحض مذهب سبليوس (القائل ليس في اللاهوت سوى أقنوم واحد، ومذهب أريوس (القائل المسيح أدني من الآب). واعتبر العلامة أوغسطينوس أنَّ الفعل اليوناني ἐσμεν. (نكون) يدحض ويفنّد مذهب سبَليوس Sabelius من القرن الثالث القائل أنَّ التثليث كناية عن ثلاثة تجليات مختلفة لإله واحد منفرد الأقنوم أي أنَّ الألفاظ آب وابن وروح قدس ليست أقانيم متميّزة بل أسماء مظاهر أقنوم واحد سُمّي الآب، لأنه خالق، وسُمّي الابن، لأنه الفادي، وسُمّي الروح القدس لأنه المعزِّي والمقدِّس. وأمّا لفظة ἕν (واحد) صيغة للجماد فهي تدحض وتفنّد مذهب أريوس القائل أنَّ الآب هو الآصل، وان الابن والروح القدس مخلوقان لهما المقام الأول بين الخلائق وطبيعتهما تشبهان طبيعته الإلهية. وأمّا اليهود فقد فسّروا هذه الكلمات "أنا والآبُ واحِد" كادعاء المسيح بالسلطان المُطلق، لذا أرادوا أن يرجموه (يوحنا 10: 31) كمجذِّف بدون أي محاكمة. ولم يستطع اليهود أن ينكروا الأعمال، لكنهم لم يحتملوا كلماته، حاسبين أنه قد تجاسر وساوى نفسه بالله، كما جاء في تصريح اليهود للمسيح "لا نَرجُمُكَ لِلعَمَلِ الحَسَن، بل لِلتَّجْديف، لأَنَّكَ، وأَنتَ إنْسان، تَجعَلُ نَفْسَكَ الله" (يوحنا 10: 33). لكن القديس يوحنا الإنجيلي يؤكد أن ذبيحة المسيح هي موضوع حب الآب لنا، وأنها ثمرة الحب المتبادل بين الآب والابن. فالحب الإلهي هو سمة الثالوث القدوس وليس خاصًا بأقنوم دون آخر. ويمكننا أحيانًا أن نقول: نحن في الله والله فينا، لأن الله يحتوينا، والله فينا لأننا صرنا هيكل الله. لكن هل يمكننا القول: "نحن والآب واحد"؟ إنَّها امتياز الرب الذي هو مساواة للآب. وهذه الآية هي جوب لسؤال اليهود "حَتَّامَ تُدخِلُ الحَيرَةَ في نُفوسِنا؟ إِن كُنتَ المَسيح، فقُلْه لَنا صَراحَةً" (يوحنا 10: 24). |
|