|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أهمية علم الجغرافيا في دراسة الكتاب المقدس وخصوصاً العهد القديم كل إنسان مهما قلَّ تعليمه، أو انعدمت ثقافته العامة، يجد نفسه – وخاصة في عصرنا الحاضر - على صلة وثيقة بالكرة الأرضية التي يعيش فيها، لأن ما يسمعه في الإذاعات عن الزلازل، أو الفيضانات أو المجاعات، أو العثور على المعادن أو حركة رواد الفضاء وغير ذلك تجعل معلوماته عن الأرض وما حولها في تزايد مستمر، وهذا ما يدعو أكثر الناس إلى الاهتمام بمعرفة أكثرما يمكن عن الكرة الأرضية التي عليها يعيش وفيها مجال آماله وطموحه. ومن بين جميع المواد الدراسية تنفرد الجغرافيا بأنها المادة الوحيدة التي تستطيع أن تعطي الصورة الواضحة لمعالم الكرة الأرضية برًا وبحرًا وجوًا، كما أنها تفسر الظواهر الطبيعية المختلفة وتعلل أسباب حدوثها ونتائجها، وتوضح كيف أن الإِنسان يتأثر يؤثر بالبيئة التي ينشأ فيها. ولا تقتصر أهمية الجغرافيا على الوصف والتحليل والتعليل لما يشاهده الإِنسان بل إن أهميتها تتجلى في الناحية الاجتماعية التي تساعد على دراسة حياة الإنسان في بيئته وكيف يمكنه أن يستفيد من مواردها إلى أقصى حد، ثم الوقوف على ما في البيئات الأخرى من المعلومات التي تصور له العالم الخارجي والعوامل التي تحيط به، وطرق الاتصال بها وتبادل المنافع معها. ويمكن تلخيص أهم فوائد دراسة الجغرافيا للطالب الإكليريكى في النقاط التالية: أولاً : علم الجغرافيا يوصل إلى ترسيخ الإيمان المسيحي بقدرة الله حيث يقول الوحي في الكتاب المقدس " اَلسَّمَاوَاتُ تُحَدِّثُ بِمَجْدِ اللهِ وَالْفَلَكُ يُخْبِرُ بِعَمَلِ يَدَيْهِ. يَوْمٌ إِلَى يَوْمٍ يُذِيعُ كَلاَماً وَلَيْلٌ إِلَى لَيْلٍ يُبْدِي عِلْماً ". )مز1:19،2). فكل من يسير في الأرض وينظر في خلق الله وكمال خلقه وبديع صنعه. فيرى تكاملاً ملحوظًا وواضحًا في خلق الأرض و ما عليها وما حولها. وانسجامًا بديعًا في عناصرها.. ثانيا ً: دراسة طبيعة وتضاريس الأرض تجعلنا ندرك صدق الوحي الإلهي عندما ذكر بعض النظريات العلمية كحقائق كتابية قبل اكتشافها علمياً بالآف السنين، مثلما ما ذُكر علي لسان إشعياء عن كروية الأرض " الْجَالِسُ عَلَى كُرَةِ الأَرْضِ وَسُكَّانُهَا كَالْجُنْدُبِ. الَّذِي يَنْشُرُ السَّمَاوَاتِ كَسَرَادِقَ وَيَبْسُطُهَا كَخَيْمَةٍ لِلسَّكَنِ ". (اش 40 : 22) ثالثا : تقوية التفاعل الحقيقي مع الأحداث التاريخية الكتابية والتعايش معها من خلال دراسة الأماكن الأصلية لأحداث الكتاب المقدس . رابعاً : إدراك قوة وفاعلية معونة الله لشعبه الواضحة في انتصاره علي أعداءه من خلال دراسة طبيعة الأقطار المجاورة لشعب الله وطبيعة سكانها وقوة أسلحتهم. خامساً : دراسة المواقع الجغرافية بأسمائها الحالية والتي لم تتغيّر منذ أن سجلت بالوحي الإلهي حتى الآن، تؤكد ما لدينا من الإيمان بعصمة الكتاب المقدس وعدم تعرضه لأي تغيير أو تحريف، وصلابته أمام كل المؤامرات أو الانتقادات، كقول الرب يسوع " اَلسَّمَاءُ وَالأَرْضُ تَزُولاَنِ وَلَكِنَّ كَلاَمِي لاَ يَزُولُ "(مت 24 : 35). |
|