|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أَجابَه يسوع: إذا أَحَبَّني أَحَد حَفِظَ كلامي فأحَبَّه أَبي ونأتي إِلَيه فنَجعَلُ لَنا عِندَه مُقاماً "مُقام" فتشير إلى حضور وسكنى الآب والابن في المؤمنين (رؤيا 3: 20)، إذ يجعل الله الآب والابن والروح القدس من قلب المؤمن مسكنًا أو هيكلا؛ فأصبح كلُّ إنسانٍ مدعواً ليكون روحه سُكنى الله، ولذلك بعد اليوم لا يكون هيكل اورشليم موضع حضور الله، بل قلب المُحبّين الذين يحفظون وصايا يسوع المسيح. وهذا ما جاء في تعليم بولس الرسول "نَحنُ هَيكَلُ اللَّهِ الحَيّ، كما قالَ اللّه: سأَسكُنُ بَينَهُم وأَسيرُ بَينَهُم وأَكونُ إِلهَهُم وَيَكونونَ شَعْبي" (2 قورنتس 6: 16، ارميا 3: 33). ويؤكد ذلك بطرس الرسول: " أَنتم أَيضًا، شأنَ الحِجارَةِ الحَيَّة، تُبنَونَ بَيتاً رُوحِياً فَتكونونَ جَماعَةً كَهَنوتيَّة مُقدَّسة، كَيْما تُقَرِّبوا ذَبائِحَ رُوحِيَّةً يَقبَلُها اللهُ عن يَدِ يَسوعَ المسيح" (1 بطرس 5:2). ويُعلق القديس أوغسطينوس " هذه السكنى هي سكنى روحية تتحقق داخليًا في الذهن وتجلب بركة أبدية للذين يقبلونها". وفي هذه الآية يُجيب يسوع بصورة غير مباشرة أنَّه هو وأبوه يقيمان بوجه نهائي عند الذين يحفظون وصاياه بمحبة. وهكذا يتحقق طموح المؤمنين الذين عاشوا في العهد القديم "فإنه هل يَسكُنُ اللهُ حَقًّا على الأَرضَ؟" (1 ملوك 8: 27). ويجيب يسوع أيضا على سؤال تلاميذ يوحنا " أَينَ تُقيم؟ " (يوحنا 1: 38) فنجد الجواب النهائي على سؤال مكان إقامة الله. وهذا الأمر يؤكده بولس الرسول "فنَحنُ هَيكَلُ اللَّهِ الحَيّ، كما قالَ اللّه: أَسكُنُ بَينَهُم وأَسيرُ بَينَهُم وأَكونُ إِلهَهُم وَيَكونونَ شَعْبي" (2 قورنتس 6: 16). وهكذا أقام الله عهدا مع الإنسان، قوامه أمانة الله تجاه الإنسان بمحبته وعنايته، وأمانة الإنسان لله بسماع كلامه وحفظ وصاياه، لكي يعيش سعيداً ويُسعد عائلته ومجتمعه ووطنه. فمن يستضيف الله على الأرض يستضيفه الله في السماء. وفي هذه الآية نجد إجابة يسوع على سؤال يهوذا تداوس، هو أخو يعقوب كاتب الرسالة (يوحنا 14: 22) وهي أنَّ يسوع المسيح سيظهر لتلاميذه وسيرونه ولكن ليس بالجسد كما يفهم يهوذا، ولن يراه سوى من يُحبُّه ويحفظ وصاياه. |
|