|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هناك عوامل أدت إلى ظهور البابوية كقوة واضحة وقوية ناوأت الإمبراطورية ذاتها منها: انه فيما بين 400، 868 لم تقم في غرب أوروبا حكومة مدنية قوية يحسب لها حساب، وهذه الفترة هي التي عانت فيها أوروبا الغربية الكثير من غزو البرابرة أولًا ثم هجمات العرب، وبعد موت الإمبراطور شارلمان وتقسيم الإمبراطورية لم يعد في أوروبا كلها حاكم له ثقله. وفي هذه الفترة، نجد أنه في روما التي كانت مركز السلطة وعاصمة الإمبراطورية كان الأسقف يمارس اختصاصات الحاكم السياسي بالإضافة إلى رئاسته الدينية، كما أنه منذ وفاة شارلمان عملت الكنيسة على تحرير نفسها من سلطة الأباطرة وظهرت البابوية كقوة تنحي لها الجباة، إذ كان البابا ينكر على الأباطرة أي تتويج لهم لم يمارسه البابا، إذا للبابا الحق في تتويج الأباطرة وإلا اعتبر التتويج باطلًا، كما حدث أيام تتويج الإمبراطور لويس التقي عندما لم يعترف البابا بتتويج أبيه له أعاد هو تتويجه في عام 816، وما فعلة البابا اغريغوريوس الرابع 833 Pope Gregory IV من إعلانه في شكل أمر للأباطرة مستقبلًا أنه يجب ألا تنسوا أن الحكومة الروحية التي يهيمن عليها البابا أعلى قدرًا من السلطة الإمبراطورية التي لا تعدوا أن تكون زمنية ومؤقتة. والتقط الباباوات هذا الخيط ونسجوا علية حقوقًا كثيرة وتأكيدات عديدة على أن حقهم أكثر من الإمبراطور حتى في إدارة البلاد، وفي هذا قال البابا نيقولا الأول أن الإمبراطورية الرومانية لا تكون إلا حيث يريد البابا. ولم يشأ أن يعترف بأن الإمبراطور البيزنطي إمبراطور رومانيًا وكان هذا بداية انشقاق بين الكرسيين القسطنطيني والروماني. ووصل الأمر بهذا البابا إلى إعلانه الواضح "أن الحاكم الذي لا يطيع أوامر الكنيسة الرومانية وتعليماتها يعتبر عاصيا، ويستحق اللعنة والحرمان". |
|