|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مع المسيح في رحله إلى مصر.. إنه عجيب جداً في ميلاده في مذود بقر، لكي ما نبدأ حياتنا معه من هناك حيث الاتضاع والفقر الاختياري والبساطة والطفولة واحتقار أباطيل العالم.. وعجيب أيضاً ان تبدأ طفولته ومشيه على الأرض برحلة غربة إلى أرض مصر من أمام بطش العالم حيث قتل الأطفال.. هذا كله صنعه لأجلنا لكي يرسم لنا طريق رحلتنا بعد الميلاد في غربه العالم. بداية الرحلة: وتبدأ الرحلة إلى مصر بعد ميلاد المسيح الكائن في حضن الآب السماوي. وتبدأ رحلة غربتنا مع المسيح بعد المعمودية، بمجرد إعلان ميلادنا السماوي من الآب بالماء والروح، وبمجرد إعلان السماء إننا أبناء الله. ولقد حدد الرب يسوع خط سير الرحلة بقوله "خرجت من عند الآب وقد أتيت إلى العالم وأيضاً أترك العالم وأذهب إلى الآب" (يو 16 : 28). "أنتم من هذا العالم أما أنا فلست من هذا العالم" (يو 8 : 23). رحلة كلها غربة.. لم يكن للرب فيها أين يسند رأسه. خط سير الرحلة بأمر الملاك: إذا خطط الإنسان لذاته، فعليه هو أن يتحمل مخاطر الرحلة، والعكس إذا سلم الإنسان حياته لله ليخطط لها.. فإن الله سيكون هو المدبر لكل خطوات رحلته. لم يتحرك يوسف إلا بأمر الملاك، وكذلك لم يرجع إلا بأمره.. لذلك كانت الرحلة كلها في ظل الملاك. صحيح إن الرب يسوع لم يكن محتاجاً لرعاية فهو مدبر أمر العالم كله.. ولكنه عندما أخلى ذاته رسم لنا طريق حياتنا كأبناء في طاعه الاب السماوي. ان التحرك بأمر الله في حياتنا يستلزم أن نتعلم: أ- حياه الانتظار: انتظر يوسف مدة كبيرة في مصر حتى جاء الأمر بالرجوع. أولاده الله لا يقلقون بل منتظرو الرب يجددون قوه (اش 40 : 31). ب- حياه الصلاة الدائمة: إن العلامة الأولي للمولود من الآب أن يكون في صلة مستمرة بالآب. كيف يكون الإنسان أبناً لأبيه والصلة بينهما مقطوعه أو فاترة؟!! فالذي يريد أن يكون في حياة صلاة دائماً.. صلاة انسكاب وتسليم لله. رعاية الملاك: والرحلة كلها مخاطر، السير في برية سيناء (العالم) كله مخاطر في الطريق. والرحلة طويلة وتهددها مخاطر الاحتياج لِلقمة العيش والتذلل للناس من أجل رغيف خبز. وأخطر ما في الرحلة هو التلذذ بقدور اللحم في مصر والتفكير بعدم الرجوع.. والخوف من سماع صوت الملاك يدعونا للعودة إلى أورشليم السمائية. لكن أبناء الله لا يخافون طول الرحلة حتى من الذين يقتلون الجسد، ولا يهتمون بالغد ويعيشون في قلق من أجل لقمه العيش، ولا يمكن أن يغريهم العالم بملذاته فينسيهم اشتياقهم للعودة إلى حضن الآب. لا سلام للأشرار: بينما رحلة حياتنا كلها مخاطر، ولكن سلام الله يملأ حياتنا، ليس كما يعطي العالم ولكنه سلام ناشئ عن وجود الله معنا. أما هيرودس فلم يذق معنى السلام، يبيت ليله في خوف من طفل المذود، ويملأ قلبه بالحقد، ويسخّر عقله في التفكير في قتل الأطفال لئلا يكبر الطفل بعد سنتين ويأخذ ملكه. أما أولاد الله فهم في سلام: لا خوف ولا قلق في حياتهم ولا حقد على إنسان بل حب للأعداء، ولا تفكير في إساءة لإنسان بل بركة وصلاة للذين يسيئون إلينا، ولا تعلق بملك العالم ولا هم الغد. طول اناه الله: لقد طال الانتظار وما زال هيرودس عائشاً، ولماذا لم يقصر الله عمر الأشرار.. ولماذا ولماذا..؟؟ أولاد الله لا يعيرون الزمن اهتماماً بل حياتهم كلها تسليم الله، ومهما طال الانتظار فالشمس موجودة خلف الغيمة. من أجل ذلك تتميز حياه أولاد الله بالشكر والفرح في الضيق وعدم التذمر "نشكرك على كل حال"، "احسبوه كل فرح"، "نفتخر في الضيقات عالمين أن الضيق ينشئ صبراً والصبر تزكية والتزكية رجاء. والرجاء لا يخزى لأن محبه الله قد انسكبت في قلوبنا بالروح القدس المعطى لنا من الله" (رو 5 : 3). ومهما طالت أيام الرحلة، لابد أن يزيد شوق أولاد الله للرجوع إلى أورشليم. نهاية الرحلة: موت الذي أراد قتلنا "إبليس.. والوحش.. والنبي الكذاب وكل تابعيهم من جيش هيرودس، يُطرحون جميعاً في بحيرة النار والكبريت" (رؤ 20 : 10). وأما أولاد الله فيعودون إلى أورشليم.. حيث نسكن مع الله ونكون له شعباً، ويمسح كل دموع رحلتنا، حيث يكون الله لنا إلهاً ونحن له أبناء (رؤ 21 : 1 – 7). من أجل هذا هرب ربنا يسوع في غربة قاسية إلى مصر، لكي يذوق معنا غربة هذا العالم وقسوته. ثم رجع إلى أورشليم والناصرة ليثبت لنا حقيقة الرجوع. إذاً يا أخوتي لنسر مع ربنا رحلتنا في البرية بفرح وسلام وإيمان بالرجوع للوطن السماوي. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
ترنيمه سائح فى رحله الحياه ابونا عبد المسيح المقارى المناهرى |
رحله الى السماء |
رحله الى بولندا |
كل سبل الرب رحمه |
ماشي على رجله بعد ما اتصاب بطلقتين في رجله ..!؟ |