|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ثُمَّ أَرسَلوا إِليه تَلاميذَهم والهيرودُسِيِّينَ يقولونَ له: "يا مُعَلِّم، نَحنُ نَعلَمُ أَنَّكَ صادق، تُعَلِّمُ سَبيلَ اللهِ بِالحَقّ، ولا تُبالي بِأَحَد، لأَنَّكَ لا تُراعي مَقامَ النَّاس" "لأَنَّكَ لا تُراعي مَقامَ النَّاس" في الأصل اليونانيοὐ γὰρβλέπεις εἰς πρόσωπον ἀνθρώπων (معناها لا تنظر الى وجه الناس) فتشير الى عدم الاخذ بعين الاعتبار "الوجاهة" بينهم والزّعامة والجاهة بين الأشخاص وتفضيل الواحد على الآخر بدون سبب مخالفا احكام الشريعة الموسوية التي تنص " لا تَجوروا في الحُكْم، ولا تُحابِ وَجهَ الفقير ولا تُكرِمْ وَجهَ العَظيم، بَل بِالعَدْلِ تَحكُمُ لِقَريبِكَ" (احبار 19: 15). وهذه هي صفة من صفات الله كما جاء في عظة بطرس الرسول في بيت قرنيليوس "أَدرَكتُ حَقًّا أَنَّ اللهَ لا يُراعي ظاهِرَ النَّاس"(اعمال الرسل 10: 34). صاغ الفِرِّيسيُّونَ والهيرودُسِيِّوَن سؤال مصيدة في قالب من الإطراء والمديح وتملق ممقوت بهدف اصطياد يسوع بكلمة. وبالرغم من كل ذلك نجد في هذه الآية فضائل يسوع التي أقرّها خصومه بالتملق: انه رجل نزيه لا يُشْتَرى، ولا يتورط في غش او خداع او تحكيم، ولا يتذلل امام قوى العصر الغاشمة، رجل سديد الرأي. وهذه الصفات النادرة تؤهل الانسان ليمارس السياسة ممارسة مسيحية. الأب لويس حزبون - فلسطين |
|