ثُمَّ أَرسَلوا إِليه تَلاميذَهم والهيرودُسِيِّينَ يقولونَ له: "يا مُعَلِّم، نَحنُ نَعلَمُ أَنَّكَ صادق، تُعَلِّمُ سَبيلَ اللهِ بِالحَقّ،
ولا تُبالي بِأَحَد، لأَنَّكَ لا تُراعي مَقامَ النَّاس"
" صادق " فتشير الى لقب أطلقه تلاميذ الفِرِّيسيّينَ والهيرودُسِيِّونَ على السيد المسيح، ويدل هذا اللقب على ان صاحبه يتكلم بالحق ومُخلص في الحكم ولا يتأثر فيما يقوله الناس. لكنه في الوقت نفسه ينمُّ على تملقٍ وتزلّفٍ ومديح ليُفقد يسوع حذره منهم لكي يتكلم بكلّ صراحة فيُخطئ في كلامه. أما عبارة " تُعَلِّمُ سَبيلَ اللهِ بِالحَقّ " فتشير الى مدح باللسان يخالف ما في الجنان، وغايتهم من هذا التَّملق ان يسر المسيح بهم ويُجيبهم بلا حذر. والتَّملق أشد من التهديد كما يقول صاحب المزامير " أَلْقى عَدُوِّي يَدَيه على حُلَفائِه واَنتَهَكَ حُرمَةَ عَهدِه" (مزمور 55: 21)، فعلينا ان نحذر المتملِّقين.
الأب لويس حزبون - فلسطين