|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
عَنْ هذَا الأَمرِ يَصْفَحُ الرَّبُّ لِعَبْدِكَ: عَنْدَ دُخُولِ سَيّدِي إِلَى بَيْتِ رِمُّونَ ليَسْجُدَ..، وَيَسْتَنِدُ عَلَىَ يَدِي فَأَسْجُدُ.. ( 2مل 5: 18 ) فالمسألة ليست ما هو الضرر في هذا الأمر، بل هل هذا الأمر في المسيح؟ أيها القارئ العزيز إنه لمقياس منحط جدًا أن نبحث عن مقدار ما يمكننا أن نتمتع به من الملذات دون أن نفقد خلاصنا الأبدي. ليست هذه هي المسيحية، إنما المسيحية هي «لي الحياة هي المسيح» ( في 1: 21 ). يا ليتنا نختبر قوتها ونُظهر أثمارها! وفي جواب أليشع المختصر لنعمان درس نافع لنا، فهو لا يضعه تحت أي نظام ناموسي لأن هذا لا يتفق مع نعمة الله، كما لم يتفق معها أخذْ فضة ثمنًا للتطهير، وهو لا يضع نيرًا على عنقه لأنه سبق فتمتع بكل شيء من مجرد النعمة المجانية. وفي الوقت نفسه لا يقدر أن يصرِّح له بما طلب لأن هذا معناه التصريح بعبادة الأوثان. فماذا يعمل؟ وكيف يجاوبه؟ «قال له: امضِ بسلام» (ع19)، وبذلك يحيله إلى تلك النعمة التي سبق وتمتع بها، فهو لا يضعه تحت عبودية، بل يترك له فرصة لممارسة المسؤولية الشخصية. وكأني بنعمان بعد سماعه هذا الجواب تتنازعه الأفكار، فيقول في نفسه: هل أقدر أن أمضي بسلام من مذبح يهوه إلى هيكل رمون؟ هل أقدر أن أمضي بسلام من مذبح يهوه إلى هيكل الوثن؟ هل أستطيع أن أجمع بين مذبح التراب الذي أخذته وبين بيت رمون؟ يا له من تدريب نافع وجميل. والقلب الذي عرف شيئًا عن قيمة المسيح وعن قوة محبته التي تحصره لا يجد أية صعوبة في الإجابة عن تلك الأسئلة. |
|