سعد الشباب بالعشرة الإلهية لأن المكان أختبروا فيه العشرة مع الرب يسوع وأبعدهم عن أجواء العالم الصاخب وجعلهم ينمون فى روحانية عميقة حتى خرج الكثيرون من هذا المكان المتواضع ليسوا حاملي الشهادات العلمية من جامعاتهم فحسب بل أنهم تركوا العالم وأصبحوا رهباناً أتقياء بعد أن تدربوا على حياة الفضيلة والزهد وحياة الصلاة الدائمة والسهر حيث كانوا يشاهدون معلمهم يستيقظ كل يوم مع منتصف الليل ليبدأ الصلاة وقراءة فصول الكتاب على ضوء مصباح صغير داخل حجرته المتواضعة . وقبل أن يطرق الفجر أبوابه اعتاد أن يغادر صومعته ويتجه نحو فرن الكنيسة ، ومن دقيق النذور يبدأ عمل القربان، ويشمر عن ساعديه ويعجن العجين ، ثم يقطعه أحجاماً متساوية ويختمه ويضعه في فرن هادئ ويظل يعمل ويتلو المزامير حتى يفرغ منه، وعرقه يتصبب، ثم يتوجه إلى الكنيسة ليتلو صلاة التسبحة، ثم يقدس الأسرار الإلهية ويعود إلى قلايته ومكتبته وخدمته ، وهكذا كانت حاجاته وحاجات الذين معه تخدمها يداه الطاهرتان ، يغسل ثيابه لنفسه ويطبخ ويخدم الجميع.