|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
شرح بعض معاني أيقونة "أحد المخلع" في العديد من الأيقونات البيزنطية التي تكتب معجزة شفاء الرَجُل المُخلَّع منذ ثمانٍ وثلاثين سنة (يوحنا فصل 5)، نجد في أيقونتها بعض المعاني والرموز وهي: بيت حسدا وتعني "بيت الرحمة". ربما أخذت اسمها من مراحم الله التي ظهرت بشفاء الذين ينزلون فيها. "باب الضأن" الأرجح أن هذا الباب سُمى كذلك، لأن الكهنة كانوا يغسلون غنم الذبائح ويأتون بها إلى الهيكل. تشير البركة إلى المعمودية حيث يتمتع المؤمنون بالولادة الجديدة والشفاء من الخطية. تُشير الأروقة الخمسة لِبركة بيت حِسدا الى الشريعة الموسَوية، المُمثّلة بالأسفار الخمسة (التكوين، الخروج، اللاويين، العدد، التثنية)، وتُشير الى أنواع الذبائح الخمسة التي فرضها الناموس وهي: ذبيحة المُحرقة، ذبيحة التقدمة، ذبيحة الخطيئة، ذبيحة الاثم، الذبيحة السلامية (راجع لاويين فصل 6)، وذلك يرمز الى أن ناموس العهد القديم وذبائحه كانت قاصرة عن شفاء طبيعة الانسان وتجديدها، لأنها كانت شريعة وذبائح ظِليّة تؤشّر الى عمل المسيح الخلاصيّ وذبيحة الصليب في ملء الزمان والى مفاعيل المعمودية المقدسة. الملاك النازل من السماء يشير إلى كلمة الله المتجسد، الطبيب السماوي. شفاء شخص واحد يشير إلى الكنيسة الواحدة التي تتمتع بالشفاء من الخطية. تحريك الماء يشير إلى آلام المسيح حيث ثارت الجموع عليه. كما يحمل تحريك الماء معنى أن مياه البركة تصير أشبه بمياه جارية حية، كمياه المعمودية التي يعمل الروح فيها فيولد الإنسان ميلاداً روحياً كما أعلن السيد المسيح لنيقوديموس (يو 3). وتشير إلى عطية السيد المسيح كقول السيد للسامرية، أن من يشرب من هذا الماء لا يعطش. كان هذا الماء هو الشعب اليهودي، والخمسة أروقة هي الناموس، لأن موسى كتب خمسة كتب. لذلك كان الماء مطوقًا بخمسة أروقة كما كان هذا الشعب مُحكماً بالناموس. اضطراب الماء هو آلام الرب الذي حلَّ بين الشعب. الشخص الذي كان ينزل ويُشفى وهو شخص واحد، لأن هذه هي الوحدة. هذا هو الفكر والتعليم الآبائي الأرثوذكسي، وهذه هي الخِبرة الشفائية للروحانية الأرثوذكسية، والى هذا تُشير احدى الصلوات في صلاة السَّحَر في أحد المُخلّع: "انّ الملاكَ كان ينزلُ أحياناً الى بركة الغنم ويشفي واحداً في كلّ مرّة، أمّا الآن فانّ المسيح يُطهّرُ بالمعمودية الإلهية جَمعاً لا يُحصى. |
|