|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
☦︎♡ إن كان المسيح قد صُلبَ يوم الجمعة العظيمة فلماذا تُرتّلون في مساء الخميس العظيم "اليوم عُلّقَ على خشبة..." ؟! اليوم عُلِّق على خشبة الذي عَلَّقَ الأرض على المياهْ. إكليلٌ من شوكٍ وُضِعَ على هامَةِ مَلِكِ الملائكة. برفيراً كاذباً تسربَلَ الذي وشَّحَ السماءَ بالغيوم، قَبِلَ لطمَةً الذي أعتَقَ آدَمَ في الأردن. خَتَنُ البيعةِ سُمِّرَ بالمسامير. وابنُ العذراءِ طُعِنَ بحربةٍ. نسجدُ لآلامِكَ أيُّها المسيح . نسجدُ لآلامِكَ أيُّها المسيح. نسجدُ لآلامِكَ أيُّها المسيح. فأرِنا قيامَتَكَ المجيدة. في مفهومنا العصري الحالي، يبتدىء اليوم الجديد بدءاً من الساعة الثانية عشرة منتصف الليل، وينتهي الساعة الثانية عشرة من منتصف الليلة التالية، ليبدأ معها يوم آخر... أما في تقليد الكنيسة الأرثوذكسية تختلف نوعاً ما طريقة حساب بدء اليوم ونهايته. فاليوم الليتورجيّ أو الطقسيّ، يبتدئ من غروب شمس اليوم السابق، وينتهي مع غروب شمس اليوم التالي، ثم يبتدئ يومٌ آخر جديد وهكذا... وقد إعتمدت الكنيسة الأرثوذكسية هذا النظام إستناداً إلى ترتيب أيام الخليقة الستّة الوارد تفصيلُها في الكتاب المقدس (تكوين، فصل1) حيث تتكرّر مراراً عبارة: "وكان مساءٌ وكان صباح يوماً واحداً" ثانياً ثالثاً... إلخ. ما معناه أنّ مساء اليوم السابق يُعتبر في المفهوم الكنسيّ هو بداية يوم جديد ينتهي مع مساء اليوم التالي له. ونفس النظام كان وما زال موجوداً عند اليهود، حيث على سبيل المثال يبتدىء يوم السبت عندهم مع غروب يوم الجمعة وينتهي مع غروب يوم السبت. وبناءاً عليه، مع حلول مساء يوم الخميس العظيم المقدس، ينتهي يوم الخميس (ليتورجياً)، ونبتدئ يوماً جديداً، فندخل ليتورجياً في يوم الجمعة العظيمة المقدسة، ونشرع في إحياء كل الأحداث الخلاصية التي حَصَلت في هذا اليوم المقدس، ألا وهي محاكمة السيد المسيح أمام محفل رؤساء اليهود، ثم أخْذَهُ صباحاً الى دار الولاية ليحاكمه بيلاطس البنطي، ثم مثوله أمام هيرودس وارجاعه مجدّداً إلى بيلاطس، ثم جَلدهُ والاستهزاء به وتكليله بالشوك، وحمله الصليب، وموته مصلوباً في الجلجلة، ثم إنزاله عن الصليب ولفّه بالطيوب والأكفان ودفنه... وكلّها أحداث تتضمّنها قراءات الأناجيل الإثنا عشر التي تُقرأ في مساء يوم الخميس العظيم المقدس. هذه الخدمة هي في الواقع صلاة السَّحَر ليوم الجمعة العظيمة المقدسة، وفي النظام الأصلي تُقام عند فجر يوم الجمعة العظيمة، كما هو مُتّبع في تيبيكون الأديار الأرثوذكسية في الجبل المقدس آثوس، ودير القديس سابا في فلسطين و غيرها... وتستغرق الخدمة حتى طلوع الشمس. ولكن مبدئياً، ومن الناحية العمليّة، الناس العائشين في العالم لا يأتون إلى الكنيسة مع ساعات الفَجر المُبكّرة لحضور هذه الخدمة، لذلك في كنائس الرعايا في القرى والمدن، تدبيرياً، تُبكّر الكنيسة في إقامتها مساء الخميس العظيم، الذي هو في الواقع بداية يوم الجمعة العظيمة من الناحية الطقسية كما أوضحت، بدلاً من إقامتها فجر الجمعة العظيمة، ليتمكن الشعب من حضورها. بينما ما تزال الأديار الرهبانية تُحافظ على الترتيب الأصلي والنظام القديم بإقامتها فجر يوم الجمعة العظيمة. والمبدأ نفسه ينطبق على صلوات الخَتن المسائية في الأيام الثلاثة الأولى من الأسبوع العظيم المقدس، حيث أن صلاة الخَتن المُقامة مساءاً هي في الواقع صلاة السَّحَر لليوم التالي. لذلك نُرتّل "اليوم عُلِّقَ على خشبة" في خدمة "قراءة أناجيل الآلام الاثنا عشر" التي تقام مساء الخميس العظيم، لأنه ليتورجياً، إنتهى يوم الخميس العظيم وبدأنا بيوم الجمعة العظيمة. وهذه الترتيلة نفسها، نعود ونُرتّلها مجدّداً في صباح يوم الجمعة العظيمة، خلال خدمة "صلاة الساعة التاسعة" التي تسبق صلاة الغروب وخدمة إنزال جسد المسيح عن الصليب ودفنه. نرى من الناحية العملية، أن الكنيسة الأرثوذكسية تُوزّع على إمتداد يوم الجمعة العظيمة (الليتورجي) من بدايته يوم الخميس مساءاً إلى نهايته يوم الجمعة مساءاً، ثلاثة خِدَم طقسية طويلة، تستغرق كل واحدة منها ما لا يقلّ عن ثلاث ساعات وهي: ١. سَحريّة يوم الجمعة العظيمة (أي قراءة أناجيل الآلام الاثنا عشر والصَّلب، التي تُقام الخميس العظيم مساءاً). ٢. صلاة الساعات الكبرى والغروب الذي يصير فيه خدمة إنزال المصلوب ودفنه (تقام يوم الجمعة العظيمة صباحاً). ٣. خدمة جناز السيد المسيح (تقام يوم الجمعة مساءاً، والتي هي في الواقع صلاة السَّحَر ليوم السبت العظيم المقدس). ☦︎♡ رومانوس الكريتي ☦︎♡ |
|