|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أمّا و قد قام من بين الأموات ، و وطأ الموت بالموت ، فقد آن لي التحدّث عن نفسي . . صنعوني من خشب ثلاثة أشجار نَمَت متقاربة في مكانٍ واحد ، أرزة و سروة و صنوبرة . وضعني سليمان ، الملك النبي ، في جسرٍ لتعبر عليه ملكة سبأ حين زارته . حين داست عليّ خرّت قصراً ساجدة على ركبتيها ، فنهضت متبجّلة و قالت لسليمان أن هذه العارضة الخشبية من الجسر ستؤدي إلى استبدال عهد الله مع الشعب اليهودي بأمرٍ جديد . خوفاً من تدمير شعبه في نهاية المطاف ، قام النبي الملك بدفن الأخشاب ، و بعد أربعة عشر جيلاً ، تم صنع الخشب المأخوذ من الجسر في الصليب المستخدم لتعليق يسوع المسيح ابن الله . حمّلوه إيّاي في طريق جلجثة فأدميت كتفاه ، ليس ذنبي فأنا جماد . . . بعد إنزاله عنّي أرسل كبير الحاخامين زمرةً من مريديه و أتباعه المتشددين ، فدفنوني مع صليبين كانا إلى جانبيّ ، أسفل التلّ الذي نصبونا أعلاه قبل يوم . بقينا تحت التراب لقرون ثلاث ، حتى جاءت القديسة هيلانة ، والدة الإمبراطور الأوروپي قسطنطين ، و كانت مسيحية بارّة و ملتزمة بتعاليم يسوع . وفدت و برفقتها ثلاثة آلاف جندي للبحث عنّي ، و فور الحفر أسفل التلّة وجدتنا كاملين ، كنت أحمل وسماً للدلالة على السيد المسيح ، لكن القديسة أرادت التيقّن أكثر ، فأخضعتنا لأعجوبة تعافي امرأة عليلة ثبّتت أنّي الصليب المنشود . تدافع القساوسة و الرهبان لبناء كنيسة في مكان الصلب ، فاقترح بعض البُناة وضعي داخل الكنيسة ، أو رفعي على أحد جدرانها ، لكن أحد المشرفين على العمل أصرّ على إبعادي من هناك ، قال بأنّ هذه الأرض ستظلّ عرضة للحروب و النزاعات بين الأديان ، و لا يصحّ ترك القطعة المقدسة سائغةً للأعداء ، فيكسرني أو يحرقوني أو يدفنوني من جديد . أمَرَت القديسة هيلانة بتخبئتي في أورشليم حيث بقيت مجدداً مخفياً لعقود ثلاث ، حتى جاء خسرو الثاني ملك الفرس غازياً للمدينة ، فأخذني معه إلى بلاده لثلاثة عشرة عاماً ، فاستعادني هرقل الإمبراطور البيزنطي الذي أعادني إلى مدينتي أورشليم . في القرن الحادي عشر أشاعت مئات الكنائس عن احتوائها لقطع منّي ، بيد أن ذلك غير صادق ، بقيت منّي قطعتان ، واحدة في مدينتي الأم ، و الثانية في كنيسة في روما . قبل 1989 عاماً صعد السيد المسيح إلى أبيه في السماء ، و تركني على الأرض ذخيرة قداسة بين البشر . ليته رفعني و بقي هو بين البشر ، هم يحتاجون إليه أكثر . (ملحوظة : النصّ تخيّلي ، من الأخبار الدينية - أعتذر إن كنت ذكرت تفصيلاً قد لا يوافق عليه بعض الناس ، فالرغبة في الحبكة غلب على ضرورة الإلتزام بحقائق و وقائع قلّما يتّفق عليها العامّة - الرسم لي منصوباً فوق تلّة الجلجثة قبل إنزالي ليخفوني) |
|