يدعى هذا الأربعاء أيضًا بأربعاء أيّوب، وكما أشرت فإنّ العجينة ترمز لجسد أيّوب الضّعيف وقد صارعته المحن. وفي أسبوع الآلام نتأمّل أيضًا في آلام أيّوب العوصيّ (أيوب 1، 1) وعوص كما هو متعارف، هي من أعمال بلاد ادوم العربيّة. نرى أيّوب يتأوّه في آلامه ولا يجد له تعزية، فأصدقاءه قاموا عليه، وظنّوا أنّ ما يصيبه من السّوء هو بسبب خطاياه، أمّا أيّوب فقد قال «عُرْيَانًا خَرَجْتُ مِنْ بَطْنِ أُمِّي، وَعُرْيَانًا أَعُودُ إِلَى هُنَاكَ. الرَّبُّ أَعْطَى وَالرَّبُّ أَخَذَ، فَلْيَكُنِ اسْمُ الرَّبِّ مُبَارَكًا» (أيوب 1،21).، «أنقبَلُ الخير من الله ولا نقبلُ منه الشرّ؟» (أيوب 2، 1 ). في هذا اليوم نتأمّل مثل السّامري الرّحيم، هذا المثل الرّاقي والعظيم في مدلولاته الإنسانيّة، حيث يجعل به المسيح كلّ إنسان قريب، بحبّه لنا، ويدعونا لأن نطبّق هذا علينا، بأن لا ننتظر من الآخر ليكون قريبًا بمفاهيمنا لنُساعده، بل أن نساعد الغريب والمحتاج والمتألّم لو مهما بدا لنا غريبًا، فنجعله برحمتنا له ومحبّتنا، قريبًا! إذ «ما من حب أعظم من هذا، أن يبذل الانسان نفسه في سبيل أحبائه» (يوحنا 15:13)