|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
...... في الصليب أرى عِظَمَ محبَّتكَ ...... "ليسَ أحدٌ يُوقِدُ سراجاً ويضعه تحتَ المكيالِ بل على المنارة ليضيء للجميع..." نورنا البهي, يسوع, وُضِع على خشبة فصار الصليب منارةً لكل من يريد النور، فلوﻻ يسوع (النور) لما أعطتْ المنارة ضوءها، ولبقي الصليب علامة عارٍ وموتٍ وخذﻻن، ولم يكن له أي معنى وأما اﻵن وقد رأينا آلام الرب لأجلنا, فهمنا معنى الصليب الحقيقي. فليس هو ألم وعذاب بل هو محبة كاملة نقية ﻷجل من نحب, أنت تتألم إذاً فأنت تحب. وكون الرب وهو الخالق (الخلق يعني أيضا التجديد) دخل بالصليب مرحلة اﻷلم والموت، ليعيد إبداع خليقة جديدة قائمة من الموت وهو بكرُ هذه الخليقة، وفتحَ لنا طريق القيامة لنعود لملكوته اﻷزلي. فالموت صار لنا نفقاً, ﻻ بدّ من عبوره, ممسكين بالصليب وبنور من صُلِب عليه لنصل الحياة اﻷبدية. هذه هي البركة العظمى "المحبة" التي تركها لنا المسيح معلمنا, بركة الصليب واﻷصح بركة المحبة. وهذه هي كنزنا الحقيقي الذي ﻻ يسرقه لصوص و ﻻ يفسده السوس، كونه موضوع في قلب الله. الصليب دون محبة كجمر بلا بخور ﻻ قيمة له، فالمهم لماذا نتألم وﻷجل مَنْ؟, أي المهم الغاية مما نفعله. فبولس المصطفى أنارنا حين قال باﻹيمان: إن نقلتُ الجبال، وأطعمتُ أموالي وتكلّمتُ بألسنة الناس والملائكة... ووو...وإن لم تكن في داخلي المحبة فلست بشيء , كذلك نحن مهما فعلنا وأنجزنا، ولم يكن الربُ ومحبّته هي غايتنا فكل أفعالنا باطلة. أليس باسمك تنبأنا، وأخرجنا شياطين، وباسمك صنعنا قوات كثيرة.. فيقول لهم: اذهبوا عني يا فاعلي اﻹثم..!! , وذلك ﻷنّه لم يكن فيهم المحبة للرب، بل ﻷنفسهم فقط، وكانوا يطلبون مجدهم الشخصي وليس مجد الله .. فيا لعظمة المحبة الحقيقية. وقد سبق بولس العظيم في الرسل وقال: "حاشا لي أن أفتخر إﻻ بصليب ربنا يسوع المسيح" , وأيضاً "ومن افتخر فليفتخر بالرب" , فلم يفتخر بمواهبه ومواعظه وكرازته وأسفاره ووو... بل تمسّك وسُرَّ بأوهانه وضعفاته، لتحلّ عليه نعمة المسيح . الصليب له خشبتان عامودية وأفقية، العامودية هي محبتنا لله (الثالوث القدوس)، أما اﻷفقية فهي محبتنا لإخوتنا (صورة الله)، الواحدة منهم ﻻ تُكمّل الصليب، أي محبتنا ناقصة، وصليبنا ناقص. وليس كل ألمٍ أو مصيبةٍ أو كارثةٍ أو .. هو صليب، بل أنتَ تَقبَلُها وتجعلها بحسب مقدار إيمانك كصليب, حَملُ الصليب هو طوعي وإرادي, وإن آمنت بالمسيح فأنت تحبّه وأنت في جسده, فيصير ألمك ألم المسيح، وعناؤك عناء المسيح، وهو بمحبته لكَ, كونك أيضا من جسده, مسؤولٌ عنكَ وكأبٍ حنون يحمل همّك ويتدّخل لنجدتك وشفائك. أما من هم خارج الجسد فكيف يستطيعون الاحتمال والثبات في الشدائد ؟!.. الله يعلم, فإننا بدونه ﻻ نستطيع شيء, "وبه نحيا ونتحرك ونوجد" . فبقوة صليبك (محبتك) ارحمنا وخلصنا ..آمين. للأرشمندريت باييسيوس سابا |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
لا عِظَمَ الزلاّت ولا كثرة الخطايا، تفوق طولَ أناتِكَ الكثيرة ومحبَّتكَ القُصوى للبشر |
أشكُركَ يا رب على محبَّتكَ الباذِلة |
أشكُركَ يا رب على محبَّتكَ العظيمة |
أحبَّتكَ العَذارى |
أحبَّتكَ العَذارى |