وكانَت تَخرُجُ إِليه بِلادُ اليَهودِيَّةِ كُلُّها وجَميعُ أَهلِ أُورَشَليم،
فيَعتَمِدونَ عن يَدِه في نَهرِ الأُردُنِّ مُعتَرِفينَ بِخطاياهم
"مُعتَرِفينَ بِخطاياهم" فتشير الى اعتراف الانسان بخطاياه بالقول، لا بمجرد القيام بالحركة كرتبة التكفير (أحبار 5: 5). فكان الناس يُقرّون بخطاياهم بفَمِهم، وفي الوقت عينه يغتسلون كعلامة خارجية رمزية للتوبة.
نشير هنا ان العهد القديم عرف الاعتراف بالخطايا الذي يدلُّ على عودة الانسان الى الله للحصول على الغفران. ويعبّر الاعتراف عن التوبة الى الله لنيل الغفران كما يؤكد ذلك صاحب المزامير: "ْأَبَحتُكَ خَطيئَتي وما كَتَمتُ إِثْمي"(مزمور 32: 5).
وحافظت الكنيسة على هذا الإقرار بالخطايا (الاعتراف) منذ انطلاقتها الأولى مع بطرس الرسول الذي دعا المؤمنين الى التوبة والعماد لتُغفر خطاياهم "توبوا، وَلْيَعتَمِدْ كُلٌّ مِنكُم بِاسمِ يسوعَ المَسيح، لِغُفْرانِ خَطاياكم، فتَنالوا عَطِيَّةَ الرُّوحِ القُدُس" (أعمال الرسل 2: 38). يُبين مرقس الإنجيلي في هذه الآية كيف يقبل الناس معمودية التوبة.