منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 13 - 04 - 2022, 08:52 AM
الصورة الرمزية walaa farouk
 
walaa farouk Female
..::| الإدارة العامة |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  walaa farouk غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 122664
تـاريخ التسجيـل : Jun 2015
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 368,089

لعازر الصابر والغني القاسي


إلى كل المُبتَلين (المُجٓرَّبين) الآن، انظروا عاقبة الصبر..
لعازر الصابر، والغني القاسي..(لوقا ١٦)..


التجارب ليست من الله،بل من الشياطين، ومن أهوائنا، ( يعقوب١:١٢).. فلماذا يجربني الله، وهو الوحيد العارف بخفايا قلبي، لكنه يسمح بتجربتي لأعرف ذاتي وضعفي وأبادر إليه طالباً الشفاء..
لعازر المطروح على باب الغني، مثال واضح على الصبر واحتمال الألم، وقد فاق في صبره لأيوب، إذ لم يتذمر ولم يفتح فاه ( أما أيوب فتذمر..)، لم يكن قادراً أن يعالج قروحه فكانت الكلاب تلحسها (كما لتعزيه أكثر من البشر)، أما أيوب فكان قادراً أن يحك جلده بالخزف نازعاً قروحه..
وكما كان أيوب مثالاً للمسيح المتألم، صار أيضاً لعازر الفقير شبه ومثالاً للمسيح يسوع (الله يخلص)، كما في معنى اسم لعازر (الرب آزر). كما كان لعازر مطروحاً صابراً خارج باب الغني ولم يفتح فاه ( كما على صليب الحرمان), كذلك المسيح عُلٓق على صليبه خارج أسوار أورشليم (مدينة الشعب الغني بالعهود والنواميس )، وكما لحست الكلاب قروح لعازر لتعزيه، جاءت الأمم الوثنية وقَبِلت المسيح والخلاص.. مات لعازر وحملته الملائكة إلى، حيث تستطيع, حضن ابراهيم ( كناية عن المجد في الملكوت ).
فقد كان بصبره كالمسيح المتألم والغالب.. أما الغني الغبي، فقد خسر كل شيء وهلك، لا بسبب الغنى، بل بسبب قساوة قلبه، وانعدام محبته لله وللقريب، مستوفياً خيراته (ولم يقل أنها خيرات الله، بل خيراته، لأنه عاش ببطر وتنعٓم حسب مشيئته الفاسدة)، متغاضياً عن قول الرب:" كل ما فعلتموه بإخوتي.. فبي قد فعلتم.."..
مات الغني ودُفِن _إذ لا يستأهل أن تحمله الملائكة، فحملوه البشر ووضعوه حيث يستطيعون الوصول (التراب).. ورفع عينيه (إذ هو تحت في الجحيم)، تلك العينان المعميتان اللتان لم يشأ أن يخفضهما يوماً لرؤية لعازر المطروح تحت ،عند بابه.. وخاطب ابراهيم قائلاً : " يا أبتِ ابراهيم"..(بعد الموت تبقى الذاكرة والمعرفة للأشخاص والأسماء)..
بينما في حياته لم يعمل ما عمله ابراهيم (الإيمان الحي المُعاش)..الأسماء والأنساب لا ولن تخلصنا، بل إيماننا العامل بالمحبة.. لذلك اشتهى قطرة ماء من لعازر ليبرد لسانه من لهيب اللوعة على فقدانه الحياة قرب الله والقديسين، وهي أشد إحراقاً من النار المادية..

وصار الغني بقساوة قلبه مرتعاً لكل الأهواء ( البخل، الحسد، الأنانية، التكبر، والغيرة السيئة، عدم الحس، محبة المال الذي هو أصل كل الشرور..) وهَلَك، وإذ عرف أنه لن يستطيع التوبة بعد الموت، طلب أن يرسل لعازر إلى أخوته الخمسة لكي لا يأتوا إلى موضع العذاب نفسه، فيجيبه ابراهيم : " عندهم موسى والأنبياء.." عندهم الكتب المقدسة التي تكفيهم إذا عاشوا وصاياها ولا يحتاجون لمعجزات وظهورات لكي يخلصوا..( الإيمان أهم من المعجزات)،وتأكيدا لذلك، قام لعازر من القبر بكلمة المسيح بعد أن أنتن، ولم يؤمن الكثيرون من اليهود، بل طلبوا قتله.. فالآيات تتبع المؤمنين، وليس الناكرين( مرقس١٧:١٦)..
فكم من لعازر نراه أمامنا مطروحاً متألماً، نمر متغاضين عنه وعن المسيح الذي يسكن مطروحا' في داخله، صامٓين آذاننا عن صوت احتياجه، فيصٓم الرب أذنه عن صوت طلباتنا...!!! متناسين أن : " من يرحم الفقير يُقرض الرب وعن معروفه يجازيه ".. (أمثال١٧: ١٩)..
" الَّذِيْ يَصْنَعُ رَحْمَةً يُقْرِضُ الْقَرِيبُ وَ الْسَّخِيُّ الْيَدِ يَحْفَظُ الْوَصَايَا.." (يشوع بن سيراخ ٢٩ : ١)..
فارحمنا يا رب بعظيم برحمتك، واجعلنا متمثلين بك، مستحقين أن ندعوك_ أباً، يا أبانا الرحيم.. آمين..

الأرشمندريت باييسيوس سابا..
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
تفسير مثل لعازر والغني مار نرساي (قيثارة الروح)
المسيح المتألم الصابر
الكنائس معاصر، سواء معاصر عنب أو معاصر زيتون
الصابر لا يقيم في حزنه إلى الأبد
تفسير مثل لعازر والغني


الساعة الآن 01:09 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024