|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"فلِمَ تُعَمِّدُ إِذاً؟ " فتشير إلى تعجب الفريسيين من تعميد يوحنا مع نفيه انه ليس أحد أولئك الثلاثة: المسيح، أيليا ولا النبي. إن تعصب الفريسيين الديني أخرجهم عن حدود مهمتهم التي انتدبوا لها، وبدلاً من الاكتفاء من استجوابهم المعمدان عن شخصه، شرعوا يستجوبونه عن معموديته، لأنه بعمَّاده لليهود القادمين بالتوبة يكون قد تعامل معهم كمن هم من الأمم الوثنيين إذ "كانَتْ تَخرُجُ إِليهِ أُورَشليم وجَميعُ اليهوديَّةِ وناحيةُ الأُردُنِّ كُلُّها، فيَعتَمِدونَ عَنِ يدِهِ في نَهرِ الأُردُنِّ مُعتَرِفينَ بِخَطاياهم" (متى 3: 5-6) وعندما سأل الفريسيون يوحنا بأي سلطان كان يُعمِّد، فهم إنما كانوا يتساءلون "لماذا تعامل شعب الله المختار مثل الأمميين؟ حيث كان العماد شائعًا جدًا بين اليهود، إذ كانوا يعمدون الداخلين إلى الإيمان اليهودي لكي يتمتع الدخيل بكمال الحقوق التي للمؤمن. وحيث أن معموديته جرحت كبريائهم، لأنهم كانوا يعتقدون أن المعمودية هي الباب الذي منه يدخل الأمم إلى الدين اليهودي. أنه لا بد من معمودية مميّزة يقوم بها "المسيح" أو النبي الذي يهيئ الطريق له، لذلك سألوه قائلين: "فما بالك تعمد إن كنت لست المسيح، ولا إيليا، ولا النبي"؟ |
|