جاءَ شاهِداً لِيَشهَدَ لِلنَّور فَيُؤمِنَ عن شَهادتِه جَميعُ النَّاس
"يَشهَدَ لِلنَّور " فتشير الى رسالة يوحنا المعمدان، وهذه الشهادة تكمن بما "رأى وسمع" (يوحنا 3: 32) عن المسيح. وهو الشاهد الأوّل ليسوع، علما أن مفهوم الشهادة في الإنجيل أمرٌ جوهريّ إذ تكرّر مصطلح الشهادة أكثر من أربعين مرّة. وهذا الامر حدث خاصة عند عماد يسوع " وشَهِدَ يوحَنَّا قال: ((رَأَيتُ الرُّوحَ يَنزِلُ مِنَ السَّماءِ كأَنَّه حَمامَة فيَستَقِرُّ علَيه. وأَنا لَم أَكُنْ أَعرِفُه، ولكِنَّ الَّذي أَرسَلَني أُعَمِّدُ في الماءِ هو قالَ لي: إِنَّ الَّذي تَرى الرُّوحَ يَنزِلُ فيَستَقِرُّ علَيهِ، هو ذاكَ الَّذي يُعَمِّدُ في الرُّوحِ القُدُس. وَأَنا رأَيتُ وشَهِدتُ أَنَّه هو ابنُ الله " (يوحنّا 1: 32-34). لم يكن المسيح بحاجة إلى من يشهد له، فهو شاهد لنفسه بنوره، إنما كان يوحنا السراج الحامل لنور المسيح فيه كما جاء في إنجيل يوحنا البشير: "كانَ يوحَنَّا السِّراجَ المُوقَدَ المُنير" (يوحنا 5: 35).
ورد فعل "شهد" 33 مرة في إنجيل يوحنا ومرة واحدة في إنجيلي متى ولوقا، ولم يرد في إنجيل مرقس.