منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 12 - 04 - 2022, 02:31 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,142

ملامح يسوع الطفل من خلال نبوءة سمعان الشيخ (لوقا 2: 25-32)

ملامح يسوع الطفل من خلال نبوءة سمعان الشيخ (لوقا 2: 25-32)

يصف لنا لوقا الإنجيلي ملامح الطفل يسوع ليس فقط من خلال فريضة الشريعة للابن البكر (لوقا 2: 21-24) بل أيضا من خلال نبوءة سمعان الشيخ (لوقا 2: 25-32). تتميز انشودة سمعان بالفرح والبصيرة الروحية. يصور سمعان نفسه حارسا قد أعفي من خدمته لان الرجاء المسيحاني الذي صدر له امر بانتظاره الى حين ان يظهر. وعندما صعد ابوا يسوع الى اورشليم ليقرِّباه للرب التقي بهم سمعان الشيخ معلنا ملامح يسوع الطفل الفريدة: انه امام طفل فقير، فآمن به "مَسيحَ الرَّبّ" (لوقا 2: 26، 29)، وأشاد به "خلاصَ الله" (لوقا 2: 30) وفقا لما ورد في أشعيا "يَتَجَلَّى مَجدُ الرَبِّ ويُعايِنُه كُلُّ بَشَر لِأَنَّ فَمَ الرَّبِّ قد تَكَلَّم "(أشعيا 40: 5)، سيكون يسوع الخلاص الّذي ينتظره شعب العهد القديم، ولكنه لن يكون له وحده، بل خلاص معدّ لجميع الشعوب ولكل إنسان. انتظر سمعان خلاص إسرائيل، والآن يرى خلاص الإنسانية كلها. ويسوع هو المدخل الى سر الخلاص حيث ان اسمه في العبرية יֵשׁוּעַ (معناه الله يخلص) يشير الى دوره وعمله. إنّه إله صار إنساناً. وكإنسان، إنّه يُشارك ويُنير حياة كلّ إنسان بحياته وسلامه وخلاصه.
وأنبأ سمعان ان يسوع الطفل "نُوراً يَتَجَلَّى لِلوَثَنِيِّين" (لوقا 2: 32) تتميماً لنبوءة أشعيا "أَنا الرَّبَّ دَعَوتُكَ في البِرّ وأَخَذتُ بِيَدِكَ وجَبَلتُكَ وجَعَلتُكَ عَهداً لِلشَّعبِ ونوراً لِلأُمَم" (أشعيا 42: 6)، المسيح سيُعْلَن لكل الأمم، والخلاص سيكون نوراً يراه كل العالم. المسيح هو خلاصنا، وهذا الخلاص أتمَّه يسوع بموته على الصليب. وهو أول إنباء بشمولية رسالة يسوع. في البداية ظهر يسوع وكأنه لم يُرسل سوى إلى الخراف الضالّة من بيت إسرائيل (مرقس7: 25) ويطلب من رسله ان يسيروا على خطاه (متّى 10: 6). ولكن بعد ذلك، وبشكل تدريجي، يعبر خلاصه كلّ الحدود، وبعد قيامته يُرسل تلاميذه إلى جميع الشعوب (متّى 28: 19: 20)؛ وفي نهاية سفر أعمال الرسل، كانت كلمات بولس ليهود روما بمثابة صدى لكلمات سمعان الشيخ تلك: " فاعلَموا إِذًا أَنَّ خَلاصَ اللهِ هذا أَرسِلَ إِلى الوَثَنِيِّين وَهُم سيَستَمِعونَ إِلَيه "(أعمال الرسل 28: 28).
وأنبا سمعان أيضا ان يسوع "مَجداً لِشَعْبِكَ إِسرائيل"(لوقا 2: 32) كما ورد في نبوءة أشعيا "قَرَّبتُ بِرِّي فلا يَبعُد وخَلاصي فلا يُبطِئ وسأَجعَلُ في صِهْيونَ الخَلاص ولإِسْرائيلَ يَكونُ فَخْري" (أشعيا 46: 13). ويُعلق القديس كيرلس الكبير" كان المسيح إذاً نورًا ومجدًا لإسرائيل، مع أن بعض اليهود ضلُّوا الطريق وجهلوا الكتب وأنكروا المسيح، إلاَّ أن قومًا منهم خلصوا وتمجَّدوا بيسوع، وكان على رأسهم، الرسل الذين أضاءوا بنورهم مصباح الإنجيل في أقاصي الأرض. والمسيح مجد إسرائيل أيضًا لأنه يُنسب إليهم حسب الجسد كما جاء في تعليم بولس الرسول "مِنهمُ المسيحُ مِن حَيثُ إِنَّه بَشَر، وهو فَوقَ كُلِّ شيءٍ: إِلهٌ مُبارَكٌ أَبَدَ الدُّهور. آمين " (رومة 9: 5)، ولم يبقَ الخلاص محصورا في الشعب المختار، بل سيتخطاه الى جميع شعوب الأرض" (لوقا 2: 32). فتحققت أمنيته فهتف قائلا " الآنَ تُطلِقُ، يا سَيِّد، عَبدَكَ بِسَلام، وَفْقاً لِقَوْلِكَ" (لوقا 2: 29)، وكأنَّ به يستقبل الموت بفرح وابتهاج، أنه يستسلم للعناية الالهية.
وأنبأ سمعان الشيخ ايضا أن يسوع "آيَةً مُعَرَّضةً لِلرَّفْض" (لوقا 2: 34) كما جاء في نبوءة أشعيا " بَسَطتُ يَدَيَّ طَوالَ النَّهارِ لِشَعبٍ عاصٍ يَسلُكُ طَريقاً غيرَ صالِحٍ على هَواه " (أشعيا 65: 2)؛ ونجد صدى لهذه النبوءة من بداية حياة يسوع العلنيّة لدى عظته الأولى عن الخلاص في مجمع الناصرة لبني قومه " ثارَ ثائِرُ جَميعِ الَّذينَ في الـمَجمَع عِندَ سَماعِهِم هذا الكَلام. فَقاموا ودَفَعوه إِلى خارِجِ الـمَدينة وساقوه إلى حَرْفِ الـجَبَلِ الَّذي كانَت مَدينتُهم مَبنِيَّةً علَيه لِيُلقوُه عَنه" (لوقا 4: 28-29).
وإن كان يسوع مُخلصا للناس، لكن هذا الخلاص لا يفرضه يسوع بالقوة: نحن نستطيع ان نرفضه او نتقبله. إنّ مرور يسوع بين الناس لن يكون خالياً من الألم والرفض، ولن يترك أيّ شخص غير مبالٍ. وحيث يصل هذا النور يكشف عن نوايا القلوب ويُثير الانقسامات، "سيَنقَسِمُ النَّاسُ فيَكونُ الأَبُ على ابنِه والابنُ على أَبيه، والأُمُّ على بِنتِها والبِنتُ على أُمِّها، والحَماةُ على كَنَّتِها والكَنَّةُ على حَماتِها " (لوقا 12: 32)، وستحدث الاضطهادات حتى الاستشهاد، ولكن أيضا الحياة الجديدة لمن يؤمن به. فالخلاص مرتبط بالإيمان (لوقا 20: 17-18).
وأخيرا يُبيِّن كلام سمعان لمريم انه لديه بعض الادراك لمعنى النبوءات التي كانت ترمز الى آلام المسيح "أَنتِ سيَنفُذُ سَيفٌ في نَفْسِكِ لِتَنكَشِفَ الأَفكارُ عَن قُلوبٍ كثيرة" (لوقا 2: 35)، ومريم وحدها ستشاهد تحقيق النبوءة: ابنها سيكون رجل أوجاع وآلام ومرذولا، وسيكون لها مصدر آلام عظيمة، إنها "الأم الحزينة". لان الخلاص يتحقق خلاص بالألم والاوجاع. ولهذا سيُطعن سيف الحزن قلب مريم. والسيف هو الألم الشديد الذي لحق بالعذراء الأم وهي ترى ابنها مهاناً مضطهداً ومعلقاً على الصليب.
ومن هذا المنطلق سينقسم إسرائيل امام المسيح، فنجد بعضهم ينال الهلاك والآخر الخلاص. وسوف تنقسم البشرية بسببه الى قسمين: من هم معه ومن هم ضده. وكل من يتعرّف بالمسيح لا يسعه إلا أن يكون إمَّا معه وإمَّا ضده. فان يسوع لم يأتِ بخلاص جاهزٍ، بل يدعو الى خلاص عن طريق الايمان. وفي هذا الصدد قال يسوع" مَن لَم يكُنْ معي كانَ عليَّ، ومَن لم يَجمَعْ معي كان مُبَدِّداً"(متى 12: 30). نحن مسيحيون، إذا نحن معه، ولو بالاسم. فهل نحن معه بالفعل أيضا؟ فنتساءل إذا كانت قلوبنا وأفكارنا وأعمالنا على مثال قلبه وأفكاره واعماله...
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
وصف لوقا الإنجيلي ملامح الطفل يسوع لدى عودته الى الناصرة
ملامح يسوع الطفل من خلال نبوءة حنة النبيَّة (لوقا 2: 36-38)
ملامح يسوع الطفل من خلال فريضة الشريعة للابن البكر (لوقا 2: 21-24)
نبوءة سمعان الشيخ
((نبوءة سمعان الشيخ))


الساعة الآن 02:15 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024