|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مريم في قلب هذا النور يَظهَر رئيس الملائكة جاثياً. بكلّ تأكيد، كان لا بدّ من أن يتّخذ مظهراً بشريّاً، ولكنّ مظهره هذا يفوق الشكل البشريّ. من أيّ نوع من الأجساد تشكّل هذا الوجه البهيّ الساطع؟ ما جوهر المادّة التي صنعهُ الله منها ليجعل أحاسيس العذراء تدركه؟ وحده الله يمتلك جواهر المواد هذه ويستخدمها بشكل تامّ. إنّه وجه، جسم، عيون، فم، شعر، ويدان كالتي لنا، ولكنّه ليس من مادّتنا الكامدة غير النفوذة. إنّه نور أخذ لون الجسد والعيون والشعر والشفاه، نور يتحرّك ويضحك وينظر ويتكلّم. «السلام لكِ يا مريم، يا ممتلئة نعمة، السلام لكِ!» صوت يتمتّع بانسجام عذب مثل اللآلئ التي تتساقط على معدن ثمّين. ترتعش مريم وتخفض عينيها، ترتعش أكثر عندما ترى هذا المخلوق النورانيّ جاثياً على بُعد متر منها تقريباً، ذراعاه متصالبتان على صدره وينظر إليها باحترام لا متناه. تنتَصِب مريم واقفة وتلتصق بالجدار. يشحب لونها، ثمّ يعلوها احمرار. وجهها يُعبِّر عن دهشة وذهول. تضمّ يديها بشكل لا شعوريّ إلى صدرها وتخبّئهما في كمّيها الطويلين. تنحني قليلاً لتخفي ما أمكنها من جسدها. عادة حياء حلو. «لا. لا تخافي فالربّ معكِ! أنتِ مباركة بين كلّ النساء». |
|