تعمّد يسوع ليُقدّس ينابيع المياه
تعمد يسوع ليقدِّس ماء المعمودية. فالمسيح قدَّسَ مياهَ نهر الأردن قبلَ أن يُقدِّسَنا ومن أجلِ تقديسِنا. وتحوّلت مياه الأردن إلى ينبوع خلاص من خلال حضور الربّ. ويقول القديس مكسيمس، أسقف تورينو " أعتمد يسوع لا ليُقدَّس بالمياه، بل ليُقدِّس المياه، فيُطهَّر بطهارته كل ما تمسُّه المياه" (العظة 100في عيد ظهور الرب 1: 3). وهكذا تعمّد يسوع ليقدّس ينابيع المياه، ولكي تكون المعمودية التي أمر بها المدخل الى ملكوته، والشرط للالتحاق بكنيسته إذ قال ": ما مِن أَحَدٍ يُمكِنَه أَن يَدخُلَ مَلَكوتَ الله إِلاَّ إِذا وُلِدَ مِنَ الماءِ والرُّوح (يوحنا 3: 5)؛ ويقول القديس كيرلس أسقف الاسكندرية: "اعتمد الرب ذاته... لم يُعَّمد ليُطهر، وإنما ليُطهِّر الماء، فإذ نزل إليها المسيح الذي لم يعرف أية خطيئة صار له سلطان على التطهير، وبذلك فإن كل من يدفن في جرن المسيح يترك فيه خطاياه". وفي هذا الصدد يُصرح القديس بروقلوس، أسقف القسطنطينية: "مياه المعمودية، بقوة يسوع من تعمّد فيها تُعيد الحياة الى الموتى".
اما العلامة ترتليانوس فيقول "يا لقدرة نعمة المياه في نظر الله ومسيحه لتثبيت المعمودية! لن تجد لن تجد المسيح بدون المياه!". وقبل صعود يسوع الى السماء أوصى تلاميذه أن يُعمِّدوا جميع الأمم بقوله: "اذهَبوا وتَلمِذوا جَميعَ الأُمَم، وعَمِّدوهم بِاسْمِ الآبِ والابْنِ والرُّوحَ القُدُس" (متى 28: 19).