يرجع التقليد الذي يرى في المسيح حمل الفصح الحقيقي، إلى بدء المسيحيّة ذاتها حيث حث ُّبولس الرسول مؤمني كنيسة قورنتس على أن يعيشوا كفطير في الطهارة والحق، بما أنه " ذُبِحَ حَمَلُ فِصْحِنا، وهو المسيح" (1 قورنتس 5: 7).
ولا يعرض الرسول بولس هنا تعليماً جديدا عن المسيح الحمل، ولكنه يستند إلى تقاليد طقسيّة خاصة بالفصح المسيحي ترجع إلى قبل سنة 57م.
فإذا أخذنا بعين الاعتبار الترتيب الزمني الذي يتبعه يوحنا نرى أن حادث موت المسيح ذاته هو أساس هذا التقليد. قد أسلم يسوع للموت عشية عيد الفطر (يوحنا 18: 28) أي يوم تهيئة الفصح، بعد الظهر (يوحنا 19: 14)، في الساعة ذاتها التي تفرض الشريعة ذبح الحملان في الهيكل. وبعد موته، لم يكسر الجنود ساقيه مثلما كسروا ساقي المصلوبين الآخرين (يوحنا 19: 33).
ويرى الإنجيلي في هذه الواقعة تطبيقاً لشريعة طقسية بشأن الحمل الفصحى "فقد كانَ هذا لِيَتِمَّ الكِتاب: ((لن يُكسَرَ له عَظْم)) (يوحنا 19: 36).