لم يُلزم الأب ابنه بالرجوع إليه، بل عامله كانسان له إرادته المستقلة، وأعطى له فرصة للعودة.
وإذ راه من بعيد أنطلق نحوه يركض مُسرعًا لا ليعاتبه أو يوبِّخه وإنما ليضمَّه إلى عنقه ويقّبِّله.
إنه ينصت لاعتراف ابنه الخاطئ، لكنه لا يسمح له أن يصبح عبداً، فلا يتركه يقول: " اجعَلْني كأَحَدِ أُجَرائِكَ"، إنما يطلب له ثوب الابن وخاتمه، مُكرِّمًا إيَّاه في بيته!
إذا كان الابن الأصغر نسي أباه في الغربة، وفترت محبته له، لكنه لم يستطعْ أن يقتلَ محبة أبيه له.