|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
﴿ الرب معكِ ﴾ ولم يكتفِ بهذا القول، بل لم يستطع أن يضبط لسانه عن مديحها فقال لها: ﴿ مُبارَكَةٌ أنْتِ في النِّساءِ ﴾ وذلك تعظيماً منه للقديسة مريم التي فاقت على كثيرين في طهارتها وقداستها فصارت مبارَكةً في النساء. ليس لأن غيرها من النساء لم يتقدّسن، بل لأنها فاقت في القداسة عليهِنَّ واستحقت وحدها أن تكون أُمّاً للخالق فتحمل كلمة الله في أحشائها و تقدم له جسدها و دمها . ﴿ فَٱضْطَربَتْ مَرْيَمُ لِكَلامِهِ، وأَخَذَتْ تُفَكِّرُ مَا عَسَى أَنْ يَكُونَ هذَا السَّلام ! ﴾ وهنا نرى القديسة مريم تَحتارُ من كلام الملاك وتضطرب، وهذا هو شعور كل القديسين الذي يبلغون كمال القداسة ويخشون من المديح الذي يقدّمه الآخرون لهم خشية أن يُغَرِّر بهم الشرير فيفقدون نعمة التواضع بالكبرياء فرآها الملاكُ وقد رغبت في صَدِّ أذنيها عن سماع هذا الإطراء. فاستدرك نفسَه، لأنه يعرف شعور القديسين، وقال لها: ﴿ لا تَخافي يا مَرْيَمُ لأَنَّكِ قدْ وَجَدْتِ نِعْمَةً عِندَ الله ﴾ |
|