هل يمكن أن تكون البرية - مع جفافها ووعورتها وأشواكها - مكانًا للفرح؟! وهل يمكن أن يصير وادي البكاء ينبوعًا؟! هل تتغطى مُورَة بالبركات؟! وهل تتحول مفاجآت الحياة وأتعابها لمستودعات للبركة؟! أيمكن أن يُرى المؤمنون في عمق ألمهم، يحمدون ويسبحون قدام الله؟ أيبيت البكاء في المساء، وفي الصباح ترنم؟! أيغمر الفرح العميق الهادئ القلب، بينما تُدمي الأقدام أشواك الطريق؟!
نعم! هذا بالذات ما نراه في حياة القديسين في مسيرهم مع إله كل نعمة، وهذا ما نختبره عمليًا في حياتنا. وهذا ما نُلاحظه بصفة خاصة في رسالة البرية، رسالة فيلبي؛ الرسالة التي تفيض بالفرح والسرور في كل جنباتها، على الرغم من أن الرسول بولس قد كتبها وهو موثق في السجن.
والمؤمن يُرى في رسالة فيلبي وهو يَعبُر هذا العالم، في سعيه نحو السماء التي منها ينتظر مخلِّصًا هو الرب يسوع المسيح.