|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فأَشفَقَ عليهِ يسوع ومَدَّ يَدَه فلَمَسَه وقالَ له: قد شِئتُ فَابرَأ " فلَمَسَه " فتشير الى علامة صداقة ومودَّة واهتمام بالآخر، وعلامة على تكريمه وتقديره حيث تضامن يسوع مع الضُعف البشري الذي يُلفت النظر. مع ان يسوع كان بإمكانه أن يشفي الأَبرَص مع بقائه بعيداً عنه، كما فعل أليشاع مع نعمان السوري (2ملوك 5: 1-14)؛ وكان بإمكانه أن يكتفي بالتلفّظ بكلمات بركة وشفاء عليه، لكنه فضَّل لمْسه كي يُعطي الأَبرَص اليقين أنه لم يَعدْ بعيداً منبوذا. "ويُعلق البابا فرنسيس "اللمْس هو لغة التواصل الحقيقية، تلك اللغة الوجدانية التي نقلت الشفاء للأَبرَص". وبدون أن يكيّف نفسه مع العقليّة السائدة لدى الناس التي تنص بمنع الانسان أن يقترب من الأَبرَص ويلمسه لئلا يتنجَّس، تحدّى يسوع الخطر ولمسه فلم يتنجَّس، بل طهّر الأَبرَص من مرضه دلالة على حنانه وشفقته على الجنس البشري وعلامة الانتصار والسيادة الالهية. أعطاه من حنانه وحبِّه قبل أن يهبه الشفاء والتطهير. ويعلق أحد البحاثة "لشفقته على الجنس البشري كانت له يد يمدها ليلمس بها". ويربط مرقس الإنجيليّ فعل اللّمس بالشفاء، " حَيثُمِا كانَ يَدخُل، سَواءٌ دَخَلَ القُرى أَوِ المُدُنَ أَوِ المَزارِع، كانوا يَضَعونَ المَرْضى في السَّاحات، ويَسأَلونَه أَن يَدَعَهم يَلمِسونَ ولَو هُدْبَ رِدائِه. وكانَ جميعُ الَّذينَ يَلمِسونَه يُشفَون" (مرقس 6: 56)، وكأنّ يسوع يُعطي قوّة الخير التي فيه ليزيل الشرّ المُمثّل بالبَرَص. لم يتنجَّس يسوع بلمسة ألأَبرَص، بل يهرب البَرَص من لمْسته. كان البَرَص عادة يُسبب النجاسة الطقسية، ولكن يسوع اتى بالتطهير للبَرَص. فهو يريد أن يُدمج المنبوذين، ويقاوم إقصاء الآخر، ويخلّص الذين هم خارج الحظيرة (يوحنا 10). |
|