|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
في سفر إشعياء 22 نجد مثالاً لذلك. فلقد حاصر سنحاريب ملك أشور مدينة أورشليم، التي تسمى هنا ”وَادِي الرُّؤْيَا“ (ع1)، وأصبحت كل المدينة في حالة من الضوضاء والتشويش، وصعد الناس فوق الأسطح ليروا العدو القادم، والجيوش وهي تحاصر المدينة المنكوبة، إذ كان الشعب مبتعدًا عن الرب، ولم يكن الرب راضيًا على شعبه. ولقد بكى النبي إشعياء على ما أصاب الشعب، وقال: «اقْتَصِرُوا عَنِّي، فَأَبْكِي بِمَرَارَةٍ. لاَ تُلِحُّوا بِتَعْزِيَتِي عَنْ خَرَابِ بِنْتِ شَعْبِي» (ع4). جاء الأعداء ينقبون سور المدينة، وتحالف عيلام (فارس) وقير (موآب)، مع ملك أشور في حصار أورشليم (ع5، 6). ولم تكن هناك أسلحة كافية لمحاربة الجيوش المُحاصِرة (ع8). وقام الملك حزقيا بترميم السور، وإصلاح كل نقاط الضعف. لكن الأهم من ذلك أنه لبس مُسحًا ودخل بيت الرب وصلى. لكن ماذا كانت حالة الشعب؟! لقد انطبقت عليهم كلمات النبي: «لَكِنْ لَمْ تَنْظُرُوا إِلَى صَانِعِهِ، وَلَمْ تَرُوا مُصَوِّرَهُ مِنْ قَدِيمٍ» (ع11). لقد دعا السيد الرب في ذلك اليوم الشعب إلى البكاء والنوح، ليتواضعوا ويتوبوا عن حالتهم الردية، وإذا الشعب على العكس من ذلك تمامًا يُجيب على هذه الدعوة بالبهجة والفرح، وذبح البقر ونحر الغنم، وأكل لحم وشرب خمر، ولسان حالهم: «لِنَأْكُلْ وَنَشْرَبْ، لأَنَّنَا غَدًا نَمُوتُ» (ع13)، متجاهلين كلام الرب. لذلك حكم الرب عليهم: «لاَ يُغْفَرَنَّ لَكُمْ هَذَا الإِثْمُ حَتَّى تَمُوتُوا» (ع14). |
|