|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الجنس البشري لا يتألف من تجمع نفوس فردة اجتمعت بالصدفة من كل ناحية في مكان محدد، واضطرت بسبب احتكاكاتنا العديدة، أن تتعايش على أفضل ما يُمكن، وبطريقة من الطرق، سواء كان ذلك نحو الأفضل أم نحو الأسوأ. بل إن الجنس البشري هو بالأحرى وحدةٌ واحدة، جسدٌ واحد له أعضاء كثيرة، أو شجرة واحدة لها أغصان كثيرة، أو مملكة واحدة فيها رعايا كثيرون. ليس أن البشرية ستصير وحدةً كهذه في المستقبل فقط، وذلك عن طريق اتحاد خارجي. بل إنها كانت هكذا منذ البدء، وهي ما تزال هكذا الآن على رغم الانفصال والانشقاق، لأن لها أصلاً واحداً وطبيعة واحدة. إنها واحدة عضوياً لأنها جاءت من دمٍ واحد. وهي واحدة قضائياً وخلقياً لأنها، على أساس الوحدة الطبيعية بالذات، قد وُضِعت تحت ناموس إلهي، هو ناموسُ عهد الأعمال. ومن هذا تخلص كلمة الله المقدسة إلى أن البشرية تبقى واحدةً في سقوطها أيضاً. فهكذا ينظر الكتاب المقدس إلى البشرية. من أول صفحة فيه إلى آخر صفحة. وإذا كان من تمييزٍ بين البشر، من حيث الطبقة والمقام والوظيفة والكرامة والمواهب وما إلى ذلك، أو إذا كان إسرائيل قد مُيِّز من بين الشعوب وعلى خلافها بأن اختير ميراثاً للرب في القديم، فإنما يعود ذلك فقط إلى نعمة الله. فالنعمة وحدها هي التي تُجري التمييز (1 كورنثوس 4: 17). غير أن البشر أجمعين، في ذواتهم، سواسيةٌ أمام الله، لأنهم جميعاً خطاة، يشتركون في الذنوب العامة وتدنِّسُهُم النجاسة عينُهَا، فيخضعون للموت عينه ويحتاجون إلى الفداء الواحد بعينه. فقد شملهم الله جميعاً ضمن دائرة العصيان الواحدة، لكي يرحم الجميع على السواء (رومية 11: 32). فلا يحق لأحد أن يتيه كبراً، ولا يحق لأحدٍ أن يستسلم لليأس. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الذين يشتركون في هذا الدم يقفون مع الملائكة |
يكون للذين يشتركون فيهما (جسد الرب ودمه) |
الخادم الأمين ينقل نفس أمانته لمن يشتركون معه في الخدمة |
الشيطان يخاف من الذين يشتركون فى الأسرار |
النجاسة |