|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كان يمكان، أحد العصافير الجميلة يطيرُ عالياً فوق أحد أشجار الصنوبر الكبيرة، وإذ به يهبط على تلك الشجرة ويُنادي صديقته السلحفاة والتي كانت تعيشُ في بيتٍ أسفل شجرة الصنوبر الكبيرة تلك، فقال العصفور الصغير مُنادياً لها : “يا صديقتي السلحفاة ! أين انتي ؟”. فردّت السلحفاةُ على الفور قائلةً : “من الذي يُنادي عليّ ؟” ثم نظرت حولها فتفاجئت من أنّه العصفور الصغير، ففرحت السلحفاة كثيراً لرؤية صديقها المخلص، وعلى الفور دعته للدخول للمنزل بدلاً من وقفه على أغصان الشجرة. ولبّى العصفور دعوة صديقته السلحفاة ودخل دون تردد المنزل، وهناك تفاجئ العصفور بأنّ السلحفاة قد حزمت حقائبها، فسألها باستغرابٍ قائلاً : “هل ستذهبين ياصديقتي لمكانٍ ما ؟”، فردّت عليه قائلةً : “كلا ياصديقي! بل إنّي راحلةٌ تماماً من هنا، لأنّ هناك بعض الأطفال المشاغبين أتعبوني كثيراً ومللت من كثرة مُضايقتهم لي”. فقال العصفور بحزن : “هل ستتركين ياصديقتي منزلك بسبب هؤلاء الأولاد ؟” فقالت السلحفاة للعصفور وهي تُجهّز آخر حقيبة : “إنّ هؤلاء الصغار لا يأتون هنا إلّا في عطلة نهاية الاسبوع، فيلعبون ويأكلون ويلقون بقمامتهم هنا أمام بيتي وتحت هذه الشجرة، فيصير المكان ياصديقي كحاوية القمامة تماماً، ثم يرحلون وهم فرحين لمنازلهم”. وهنا استدار العصفور الصغير حوله وقال للسلحفاة : “ولكنّ المكان نظيفٌ جداً، ولا أرى أي قمامة” فقالت السلحفاة : “ذلك لأنّني أُنظّف المكان أوّلاً بأول بعد رحيلهم، ومن ثم أعود لأُكرّر الأمر كُلّ أسبوعٍ ياصديقي حتّى سئمت الأمر وكرهت المكان هنا، وكرهت سلوك هؤلاء الأطفال أيضاً، لذا سأرحلُ لأعيش مع أختي”. وهنا أصاب العصفور الصغير الحزن على صديقته المخلصة لأنّها ستترك بيتها والمكان الذي نشأت فيه بسبب سلوكٍ خاطئ لبعض الأطفال، وبدأ بالتفكير لإيجاد حلٍ لهذه المشكلة، ثم أخبرها بأن تبقى في بيتها قليلاً ريثما يجدُ حلّاً نهائيا لتلك المشكلة. انطلق العصفور وطار مُحلّقاً بعيداً ثم عاد بعد مرور ساعة حاملاً في منقاره الصغير بعد الأوراق البيضاء، وعلى الفور سأل صديقته السلحفاة قائلاً : “هل لديك ياصديقتي فرشاة وبعض الألوان ؟” فأجابته السلحفاةُ بنعم وأحضرت على الفور فرشاة ألوان وبعض الألوان منها الأحمر والاصفر والأخضر. كتب العصفور الصغير على الورقة البيضاء : يُرجى الحفاظ على نظافة الحديقة ، وكتب على ورقةٍ أخرى : الحفاظ على البيئة دليلٌ على الأخلاق الحميدة، وكبتت السلحفاةُ على الورقة التي كانت تحملها : النظامة من الإيمان، والقذارة من الشيطان..وبعدها جمع العصفور تلك الأوراق وعلى الفور حلّق وبدأ بتعليقها على أغصان شجرة الصنوبر الكبيرة. وما أن أتت عطلة نهاية ذلك الأسبوع وأتى الأطفال ليلعبو، حتّى وجدوا الورق المُعلّق فقاموا بتقطيعه وتكويره وإلقائه على بعضهم البعض، ولعبوا أيضاً كرة القدم وتركوا الحديقة بأبشع منظر وأكثر قذارةً من أي مرةٍ أُخرى، وهنا لم تجد السلحفاةُ حلّا إلّا أن حملة حقائبها ورحلت لبيت أُختها، تاركةً الحديقة مُتّسخةً خلفها. وحينما قدم الأولاد في الأسبوع التالي، وجدوا حديقتهم كما تركوها تفوحُ منها رائحةً قذرة جداً، وتملأها الأوساخ والمخلفات، وهنا أدرك الاطفال بأنّهم السبب في كُلّ ذلك، فقال أحد الأولاد : “لا يسعُنا يا أصدقائي تناول الطعام في مكانٍ مُتّسخٍ كهذا” وأيّده البقيّة وقالوا : “لا بُدّ لنا من تنظيف هذا المكان لأنّنا من تسبب في هذه القذارة”. وعلى جناح السرعة قام الاطفال بتنظيف جميع المخلفات وبقايا الطعام وزجاجات المياة الفارغة، حتّى أعادوا الحياة للحديقة من جديد وجعلوها نظيفةً جداً كما عهدوها حينما كانت تسكنها السلحفاة المسكينة، وبعد ان نتهوا من اللعب في ذلك اليوم، حتّى نظّفو ورائهم وعادوا لمنازلهم والحديقة بحالة جميلة. وكان العصفور الصغير يُراقبهم منذ ذهاب السلحفاة، وما أن أدرك أنّهم تعلموا الدرس والحديقة عادت نظيفة، حتّى انطلق مُسرعاً للسلحفاة ليُخبرها بالمُفاجئة، فعادت السلحفاة لبيتها ووجدت المكان نظيفاً جداً، ففرحت كثيراً وحمدت الله على عودتها. الفائدة والحكمة من القصة :- النظافة تدل على سلوكك ياصغيري وتربيتك التي نشأت عليها، فمن يُحافظ على نظافته ونظافة ملابسه والمكان من حوله هو إنسان تربّى على هذا السلوك. وجدت السلحفاة المكان حولها قذراً لم تستطع المكوث فيه، لإنّها تربت على النظافة دائماً، وهذا ما نريدُ أن نتعلمهُ من القصة ياصغاري. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
لكني معك ضد كل تلك الظروف فلا تخف ياصغيري |
فلا تخف ياصغيري |
أنا هنا ياصغيري، فلا تخف |
الالتزام بعادات النظافة الشخصية وحمل مستلزمات النظافة |
إن بكيت ياصغيري فما أقوي دموعك |