|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
عزرا والخدمة المثمرة وناديت هناك بصوم على نهر أهوا لكي نتذلل أمام إلهنا لنطلب منه طريقاً مستقيمة لنا ولأطفالنا ولكل ما لنا ( عز 8: 21 ) إن الرغبة في خدمة الرب لا يصح أن تجعلنا نمارس هذه الخدمة ونبدأ فيها باستخفاف. إن الذين سلكوا الطريق الصحيح في الخدمة لم يخفَ عليهم ما تقترن به من أخطار الطبيعة الساقطة الموجودة فينا. وكم من تاريخ لخادم وخدّام كانوا لامعين في خدمتهم، ولكن بسبب إهمالهم في الحكم على الذات اختلط عمل الروح فيهم بميول ورغائب الجسد، وأخيراً سقطوا في ما أطاح بهم تماماً كخدام للرب، وربما تحولوا إلى أعداء يقاومون الحق الإلهي. كان إسرائيل قديماً ـ تحت قيادة يشوع (الذي يرمز إلى المسيح بروحه في شعبه)، يخرجون متجهزين من "الجلجال" (مكان الحكم على الذات والطبيعة الساقطة) ثم يعودون من الحرب إلى هناك. والجلجال يذكّرنا بما تم في الصليب، أعني الختان غير المصنوع بيد بخلع جسم (خطايا) البشرية بختان المسيح، ويُضاف إلى ذلك التحقق العملي للختان .. "فأميتوا أعضاءكم التي على الأرض" (كولوسي2،3). والصوم الذي نقرأ عنه هنا، والذي نادى به عزرا، هو التعبير الخارجي للتذلل في داخل النفس. وإذا نحن أدركنا أهميته ومارسنا الحكم على ذواتنا، فحسناً نفعل. أما مجرد قهر الجسد فليس بقيمة ما إلا من جهة إشباع الطبيعة البشرية ( كو 2: 23 ). من ناحية أخرى، رأى عزرا أنه من الضروري أن يستحضر الجميع في دائرة نور الله حتى يحكموا على أنفسهم من جهة كل ما من شأنه أن يعطل سعيهم. والسبب الثاني للصوم هو سبب جميل، إذ يقول عزرا: "لأني خجلت من أن أطلب من الملك جيشاً وفرساناً لينجدونا على العدو في الطريق لأننا كلمنا الملك قائلين إن يد إلهنا على كل طالبيه للخير، وصولته وغضبه على كل مَنْ يتركه. فصُمنا وطلبنا ذلك من إلهنا فاستجاب لنا" ( عز 8: 22 ،23) .. يا له من إيمان رائع، وما أشد حاجتنا أن نتفهمه ونسلك طبقاً له. وبعد ذلك أفرز عزرا من الكهنة أُناساً أكفاء للعمل. وماذا كانت كفاءتهم. كيف تكون؟ قال لهم عزرا: "أنتم مُقدسون للرب ..." (ع28)، ويقول إشعياء "تطهروا يا حاملي آنية الرب" ( إش 52: 11 ). هنا سر الكفاءة للخدمة. . |
|