ولد مار نيقولاوس في أواخر القرن الثالث للميلاد في بلدة باتار في آسيا الصغرى، وكان أبوه أبيفانوس، وأمه تونة من أغنياء القوم في بلدهما واشتهرا بمخافة الرب، وعمل الصلاح وتوزيع الصدقات، وكانا عاقرين، يواصلان الصلاة إلى اللّـه والطلبات منه تعالى كي يرزقهما طفلاً. فاستجيبت صلاتهما وولد لهما ولد سماه نيقولاوس، وبالسريانية «زوخي» واهتما بتربيته التربية المسيحية الصالحة، وبتلقينه العلوم الروحية إلى جانب العلوم الدنيوية. وشعر معلموه بقوة النعمة الإلهية التي أسبغت عليه بوفرة، إذ بز رفاقه في تحصيل العلم وفي ممارسة أعمال الفضيلة، منذ نعومة أظفاره، فرسم شماساً، ثم ترهّب في دير كان ابن عمه رئيساً عليه، فأظهر فيه من النسك والعبادة ما تعجز عنه طاقة البشر.