|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الآنَ نَفْسي مُضطَرِبة، فماذا أَقول؟ يا أَبَتِ نَجِّني مِن تِلكَ السَّاعة. وما أَتَيتُ إِلَّا لِتلكَ السَّاعة تشير عبارة "الآنَ نَفْسي مُضطَرِبة" في الأصل اليوناني τετάρακται (معناها القلق أكثر منه الخوف) فتشير الى انفعال عاطفي شديد داخل النفس، إنها وقت التجربة العظمى تجربة الساعة الأخيرة. وهذا الانفعال يدلُّ على حقيقة يسوع البشرية التي تضطرب من الآلام والصلب الماثلة امامه، لأنَّه شعر بصراع عنيف عند مجابهته رئيس هذا العالم (آية 31) ومذلة الموت الاليمة على الصليب (العبرانيين 5: 7)؛ وبيَّن هذا الاضطراب عظمة ثقل الحمل الذي حمله للكفارة عن خطايا العالم. وإذ صار إنسانًا حقيقيًا كان لا بُد لنفسه أن تضطرب أمام الآلام التي تحيط به وخطايا البشرية كلها قد ظهرت أمامه لكي يحملها على كتفيه، مُقدِّماً نفسه ذبيحةً عن خطايانا. وأشار صاحب الرسالة الى العبرانيين الى هذا الاضطراب بقوله " ولِمَن ((أَقسَمَ أَن لن يَدخُلوا راحَتَه؟)) أَلَيسَ لِلَّذينَ عَصَوه؟" (العبرانيين 3: 18)، ويُعلق القدّيس أوغسطينوس "كيف استطاعَ أن يقولَ: "الآنَ نفسي مُضطربة"؟ هو، الإنسان-الإله، كيف استطاع أن يشعرَ بالاضطراب لو لم يكن يحمل صورة ضُعفَنا؟" (العظة 305). وكان يسوع يرغب ان ينجو من ساعة الاضطراب فسأل الآب أن يصرف عنه هذه الساعة او كأس الآلام كما حدث في ضَيعَةٍ جَتْسمَانِيَّة (مرقس 14: 36)، لكنه يسأل خلاف ذلك ان يمجّد اسم الآب، بحسب الرسالة التي تولاّها (يوحنا 13: 31-32). فكان يعلم يسوع ان الله ارسله الى العالم لكي يموت من أجل خطايانا بدلا عنا. ان طريق الطاعة حتى الصليب هي طريق التمجيد النهائي. |
|