كان منذ رهبنته محبًا للعزلة وأن يعتكف وأن يكون مع الله وحده. صنع هذا قبل وبعد الرهبنة، وأيضًا في البطريركية. كان الواضح في هذه الشخصية محبة السماء والسمائين، لذلك كان يقضي أوقاتًا طويلة في الصلوات وقراءة سير القديسين واختباراتهم، وكان يقضي وقتًا طويلًا في الدير. ومحبة السماء تجعل سلوكيات الإنسان مباركة ومقدسة. كان إنسانًا محبًّا للسماء وفكر السماء كان يشغل عقله وقلبه. والمعجزات التي كانت تصنع على يديه كانت بسبب صلته القوية بالسماء، فالإنسان لا يستطيع أن يصنع شيئًا في ضعفه، ولكن إن وجد تعضيدًا من السماء تصبح حياته قوية. عاش البابا كيرلس رغم كل المتاعب التي تعرض لها من الداخل والخارج، والمتاعب التي تأتي من الداخل تكون أكثر مرارة من التي تأتي من الخارج، ولكن السماء تسند وتقوي وتشهد على الدوام. إنّ احتفالنا اليوم ليس مجرد ذكرى، إنما لنجدد عهودنا مع السماء على مثال البطريرك القديس الذي عاش قريبًا جدًا من السماء وهو على الأرض.