ما هي الخطية..؟
لا يمكن لأحد أن يقرأ الكتاب المقدس بكثرة دون أن يدرك عظم الأهمية الموجههة لموضوع الخطية وسببها وعلاجها.
يروي الفصل الثالث من سفر التكوين قصة الزوج البشري (آدم وحواء), فبعد أن وضع الله الزوجين الأولين في الفردوس وسخّر كل شئ لهما, إذ أعطاهما الحيوانات كي يسودا عليها والنباتات ليأكلا منها “ورأى الله كل ما عمله فإذا هو حسن جداً” (تكوين 1: 31) وكأن الله قد أعطاهما وصية “وأوصى الرب آدم قائلاً: من جميع شجر الجنة تأكل أكلاً, أما شجرة معرفة الخير والشر فلا تأكلا منها, لأنك يوم تأكل منها موتاً تموت” (تكوين 2: 16-17). وهذه الوصية ستكون الأداة التي ستستخدمها الحية المجربة للإيقاع بآدم وحواء في شباك الخطية.
ربما يكون رد فعل البعض عندما يقرؤا هذا النص قراءة سطحية هو التعليق بالقول: لو لم تكن هناك وصية لما كانت خطية!
ويضيفون: لماذا أعطى الله مثل هذه الوصية؟ .. وهل ضاقت عينه بثمرة أكلها الإنسان؟
ولعل مبعث هذه الأسئلة هو أننا كثيراً ما نفكر بالخطية على أنها الجريمة والقتل ولكن الخطية في الكتاب المقدس تشير إلى أي شئ يعوزه كمال الله, ففي الرسالة إلى رومية 3: 23 (الجميع أخطأوا وأعوزهم مجد الله), ومجد الله يتضمن فكرة الكمال المطلق, لذلك فالخطية هي التقصير عن الوصول إلى الهدف, وجميع الناس بهذا آثمون.