|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
القديس الأنبا أبرآم حياته كأسقف: + تواضعه ووداعة قلبه: كان يدعو الكهنة إخوته. ومنذ رسامته أسقفاً وحتى نياحته كان يقرأ إنجيل القدَّاس على المنصَّة المُخصَّصة للقراءة (المنجلية) كباقي الشمامسة. وكان يرفض رفضاً باتّاً أن يُعطَى له بخور من الكهنة قائلاً: ”البخور يُقدَّم لله فقط وليس لإنسانٍ مثلي“. وكان إذا دخل الهيكل لا يجلس فيه بتاتاً. وكان يَعتَبِر الشعب كله، فقيرَهم وغنيَّهم ”أولاده الأحبَّاء“، وذلك في لُطف وبلا تعالي، وبمحبة بلا رياء. وكانت لذَّته أن يجلس بين المُعوَزين والمرضى والعَجَزَة، ويتناول طعامه معهم. + وكمَثَل يدُلُّ على عظمته الحقيقية في تواضعه، أنه في صباح يوم الأحد، لاحَظَ عدم انسجام أصوات الشمامسة والعُرفاء، فلَفَتَ نظر العرِّيف ”المعلِّم يعقوب الكبير“ إلى ذلك. فتأثَّر هذا العرِّيف، وما كان منه إلاَّ أن تخلَّف عن حضور صلاة الغروب التي كان معتاداً أن يحضرها يومياً بدار الأسقفية. فسأل الأنبا أبرآم عنه، ولمَّا عَلِمَ أنه متخلِّف عن تأثُّرٍ من لَفت نظره يوم الأحد الماضي، بادر بالقيام بنفسه وذهب إلى منزل العرِّيف سيراً على أقدامه لترضيته بنفسه ومصالحته في منزله، وطلب من العرِّيف الصَّفْح. فانذهل العرِّيف عندما فوجئ بحضور الأسقف إلى منزله، وبكى قائلاً للقديس: ”اصْفَح عني أنت يا سيدي“. ثم رجع الأسقف القديس إلى دار المطرانية بعد الساعة الثامنة مساءً مع أنه لم يكن يخرج في مثل هذا الموعد مُطلقاً. + وكان من عادته أن يجتمع مع شعب الكنيسة بعد صلاة القدَّاس ليُلقي عليهم عظة بسيطة. وكان الذين يجتمعون حوله خليطاً من أغنياء وفقراء. فدعاهم مرة لتناول طعام الغداء وكان سمكاً - وكان الأسقف القديس منذ يوم رسامته وإلى يوم نياحته لا يأكل إلاَّ العدس والفول في أيام الصوم، واللبن منزوع الدسم في الفطار - فلما رأى الطبَّاخ أن المدعوين فريقان: أغنياءَ وفقراءَ، طبخ لهم نوعين من الطعام: أحدهما خاص بالأغنياء، وكان من خيار السمك المقلي؛ والآخر للفقراء، وكان مطبوخاً في وعاء كبير. ولما جاء موعد الغداء قدَّم الطبَّاخ السمك المقلي في أطباق على المائدة ليأكل الأغنياء. ولما جاء الأسقف ليُبارك قبل الأكل، ورأى أنَّ الطعام جيد، سأل الطبَّاخ: ”هل عملتَ كل السمك هكذا؟“. فقال له الطبَّاخ: ”بل طبختُ الباقي للفقراء“. فأمره بإحضار الوعاء الذي فيه السمك المطبوخ، ووضع السمك المقلي مع المطبوخ، وقال للطباخ: ”ضَعْ من الاثنين في الأطباق، لأن ليس عند الله أغنياء وفقراء، بل الكل واحدٌ أمامه“. فأكلوا جميعاً بفرح وسرور، وهم مُعجبون بأخلاق القديس وشدَّة محبته للفقراء، وعدم التمييز بينهم وبين غيرهم من الموسرين. + أما الحادث الآخر الذي يدلُّ على طبيعة نفسه المتَّصلة بالله، أنه دُعِيَ مرةً لزيارة إحدى البلاد، وكان لابد أن يُسافر بقطار السكة الحديد. فأحضر له أحد الأعيان تذكرة درجة أولى. ولما ركب الأسقف القطار، نظر حوله فلم يجد إلاَّ بعض الأعيان الذين دعوه، فسألهم: ”هل هذه العربة تختلف عـن العربات التي يركبها الفقراء؟“. فأجابوه بالإيجاب. وللوقت اغرورقت عيناه بالدموع، وقال لهم: ”حرام عليكم، يا أولادي، ألم يكن من الأفضل أن يُعطَى فرق ثمن التذكرة للمعوزين والبؤساء؟ إنَّ هذا التصرُّف لا يتفق مع الحكمة وروح المسيح. نحن نجلس هنا على فراشٍ ناعم وثير، وهم يتضوَّرون جوعاً، لا سندَ لهم ولا عَوْن؛ بينما عربتنا وعربتهم ستصلان في وقتٍ واحد إلى المكان الواحد“. + وقيل إنه لمَّا طلبه المتنيِّح البابا كيرلس الخامس (البطريرك الـ 112 في عداد بطاركة الإسكندرية، من 1874-1928م) ليجعله مطراناً أسوة ببعض إخوته المطارنة، رفض رفضاً باتّاً، واكتفى بما وهبه الله. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
نياحة القديس الأنبا أبرآم |
رهبنة القديس الأنبا أبرآم |
القديس الأنبا أبرأم |
القديس الأنبا أبرأم حبيب الفقراء |
القديس الأنبا أبرآم الأسقف |