|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
العلاج الصحيح للكآبة من مزموري 42، 43 نتعلم ثلاثة دروس هامة: (1) أن ننشغل بمن هو الله لنفوسنا: o هو الإله الحي «عَطِشَتْ نَفْسِي إِلَى اللهِ، إِلَى الإِلَهِ الْحَيِّ» (مز42: 2)؛ الوحيد الذي يُروي عطش النفس، ويملأ أعمق احتياجاتها، رغم الجدوبة والجفاف. o هو إله حياتي «بِالنَّهَارِ يُوصِي الرَّبُّ رَحْمَتَهُ، وَبِاللَّيْلِ تَسْبِيحُهُ عِنْدِي صَلاَةٌ لإِلَهِ حَيَاتِي» (مز42: 8)؛ هذا يعني إنه يعرفني بالتمام، ويعرف تكويني، لذا أستطيع أن أستودع له كل تفاصيل حياتي، واثقًا أنه يعتني بي. o هو إله حصني «لأَنَّكَ أَنْتَ إِلَهُ حِصْنِي» (مز43: 2)، الذي أحتمي به في مواجهة كل اضطرابات الحياة وكل مخاوف الطريق «اِسْمُ الرَّبِّ بُرْجٌ حَصِينٌ، يَرْكُضُ إِلَيْهِ الصِّدِّيقُ وَيَتَمَنَّعُ»، «صَالِحٌ هُوَ الرَّبُّ. حِصْنٌ فِي يَوْمِ الضَّيق، وَهُوَ يَعْرِفُ الْمُتَوَكِّلِينَ عَلَيْهِ» (أم18: 10؛ نا 1: 7). (2) أن ندرك حاجتنا الماسة إلي كلمته: «أَرْسِلْ نُورَكَ وَحَقَّكَ، هُمَا يَهْدِيَانِنِي» (مز43: 3). ليس ما يُبدد ظلمة النفس مثل الكلمة، وما تُعلنه عن الله «نَامُوسُ الرَّبِّ كَامِلٌ يَرُدُّ النَّفْسَ (يُحي وينعش). شَهَادَاتُ الرَّبِّ صَادِقَةٌ تُصَيِّرُ الْجَاهِلَ حَكِيمًا. وَصَايَا الرَّبِّ مُسْتَقِيمَةٌ تُفَرِّحُ الْقَلْبَ. أَمْرُ الرَّبِّ طَاهِرٌ يُنِيرُ الْعَيْنَيْنِ» (مز19: 7، 8). أحبائي لنقرأ كلمة الله، ونفهمها ونردِّدها، ونلهج فيها للقدر الذي به تتجدَّد أذهاننا. (3) أن لا نفرِّط في الوجود في حضرة الرب: لاحظ لهفة الكاتب «أَرْسِلْ نُورَكَ وَحَقَّكَ، هُمَا يَهْدِيَانِنِي وَيَأْتِيَانِ بِي إِلَى جَبَلِ قُدْسِكَ وَإِلَى مَسَاكِنِكَ» (مز43: 3). فلا يوجد مثل محضر الرب، حيث نلتقي به هو شخصيًا، عندئذٍ يفيض القلب بالشكر، وتنطلق الألسنة بالحمد. والكاتب يتدرج في أشواقه: «فَآتِي إِلَى مَذْبَحِ اللهِ، إِلَى اللهِ بَهْجَةِ فَرَحِي، وَأَحْمَدُكَ بِالْعُودِ يَا اللهُ إِلَهِي»؛ مساكنك، مذبح الله، الله ذاته الذي هو بهجة فرحة (مز43: 3، 4). إن الرب في صلاحه كافٍ أن يخرج كل نفس حزينة من كآبتها، ويغمرها بسلامه، ويقودها للفرح فيه. آمين. |
|