|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مخاطر حالة الكآبة تصاحب هذه الحالة مشاعر نفسية سلبية: (1) صغر النفس: اختبر داود هذه الحالة ووصفها قائلاً: «إِلَى مَتَى يَا رَبُّ تَنْسَانِي كُلَّ النِّسْيَانِ! إِلَى مَتَى تَحْجُبُ وَجْهَكَ عَنِّي! إِلَى مَتَى أَجْعَلُ هُمُومًا فِي نَفْسِي وَحُزْنًا فِي قَلْبِي كُلَّ يَوْمٍ!» (مز13: 1، 2). ربما كتب هذه الكلمات وهو مُطارد من شاول، عندما صغرت نفسه في عينيه جدًا لدرجة أنه قال للملك: «وَرَاءَ مَنْ خَرَجَ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ؟ وَرَاءَ مَنْ أَنْتَ مُطَارِدٌ؟ وَرَاءَ كَلْبٍ مَيِّتٍ! وَرَاءَ بُرْغُوثٍ وَاحِدٍ!» (1صم24: 14). لكن داود لم يستسلم لهذه المشاعر، لكنه شغَّل إيمانه، وتعلَّق برحمة الرب، كالغريق الذي يتعلق بطوق النجاة فنجا «أَمَّا أَنَا فَعَلَى رَحْمَتِكَ تَوَكَّلْتُ. يَبْتَهِجُ قَلْبِي بِخَلاَصِكَ» (مز13: 5). (2) انحناء النفس: وهو اختبار كاتب مزمور 42 «يَا إِلَهِي، نَفْسِي مُنْحَنِيَةٌ فِيَّ» (مز42: 6)، وقد اختبرت حَنَّة التقية - ومعني اسمها “انحناء” - هذه المشاعر الأليمة؛ «فَقَامَتْ حَنَّةُ ... وَهِيَ مُرَّةُ النَّفْسِ. فَصَلَّتْ إِلَى الرَّبِّ، وَبَكَتْ بُكَاءً». ولما «عَالِيَ ظَنَّهَا سَكْرَى ... أَجَابَتْ حَنَّةُ: لاَ يَا سَيِّدِي. إِنِّي امْرَأَةٌ حَزِينَةُ الرُّوحِ وَلَمْ أَشْرَبْ خَمْرًا وَلاَ مُسْكِرًا، بَلْ أَسْكُبُ نَفْسِي أَمَامَ الرَّبِّ» (1صم1: 10-15). إن انحنت نفوسنا، لنتذكر أن «اَلرَّبُّ عَاضِدٌ كُلَّ السَّاقِطِينَ، وَمُقَوِّمٌ كُلَّ الْمُنْحَنِينَ» (مز145: 14). (3) الرثاء للنفس: وقد كان لإرميا نصيب وافر منه. لنسمعه وهو يقول: «أَنَا هُوَ الرَّجُلُ الَّذِي رأَى مَذَلَّةً بِقَضِيبِ سَخَطِهِ. قَادَنِي وَسَيَّرَنِي فِي الظَّلاَمِ وَلاَ نُورَ. حَقًّا إِنَّهُ يَعُودُ وَيَرُدُّ عَلَيَّ يَدَهُ الْيَوْمَ كُلَّهُ» (مرا 3: 1-3). وخطورة هذه الحالة إن الشخص يتصور، خطأً، أنه هو وحده الذي يجتاز هذه الآلام، وأن الله لا يُبالي به، ويصل الأمر إلي فقدان الثقة في الرب؛ «قُلْتُ: بَادَتْ ثِقَتِي وَرَجَائِي مِنَ الرَّبِّ» (مرا 3: 18). إلا أن إرميا واجه نفسه، وغيَّر من تفكيره، فابتدأ يُعدّد احسانات الرب: «أُرَدِّدُ هَذَا فِي قَلْبِي، مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ أَرْجُو: إِنَّهُ مِنْ إِحْسَانَاتِ الرَّبِّ أَنَّنَا لَمْ نَفْنَ، لأَنَّ مَرَاحِمَهُ لاَ تَزُولُ. هِيَ جَدِيدَةٌ فِي كُلِّ صَبَاحٍ. كَثِيرَةٌ أَمَانَتُكَ» (مرا 3: 21-23). وكأنَّ الشمس أشرقت عليه مرة أخرى، بعد ليل مظلم طويل. |
|