قد يكون قلب الإنسان منقسماً وبالتالي يعيش رياء الازدواجية؛ فهو يعبّر خارجيا عن شيء بخلاف ما في داخله من قرارات واستعدادات. انه يهتم بالمظهر على حساب الجوهر، ويهتم بالطقوس على حساب السلوك، ويهتم بالكلام على حساب الفعل. إن هذه الازدواجية شرّ عميق يستنكره الكتاب المقدس بشدة كما جاء في صلاة صاحب المزامير "لا تَجرني معِ الأَشْرار وفَعَلَةِ الآثام مَن يُسالِمون قَريبَهم بأَلسِنَتِهم والشر كامِنٌ في قُلوبِهم" (مزمور 28: 3-4). ومن هنا جاءت كلمات سيدنا يسوع المسيح "الإِنْسانُ الطَّيِّبُ مِنَ الكَنْزِ الطَّيِّبِ في قَلبِه يُخرِجُ ما هُوَ طَيِّب، والإِنْسانُ الخَبيثُ مِن كَنزِه الخَبيثِ يُخرِجُ ما هو خَبيث، فمِن فَيضِ قَلبِه يَتَكَلَّمُ لِسانُه" (لوقا 6: 45). فالقلب كمصدر النوايا العميقة للإنسان، هو الذي يُقرِّر أعمالنا الصالحة أو الشريرة. "إن الإناء ينضح بما فيه" كما يقول المثل. قلب الإنسان كالإناء إذا امتلأ بالغَيرة والحقد وتصيًد السلبيات فلا يمكن إلا أن يفيض بالسلبيات-مهما حاولنا أن نحول دون ذلك. والقلب الفاضل لا يصدر منه إلا الإيجابيات، و "ما بيطلع من المليح إلا المليح". يدعونا يسوع أن نظهر كما نحن، لا رياء فينا ولا فَرّيسيّة.