ربما إنسان يستخدم (الأنا) لاهوتيًا أو عقائديًا، فيفتخر بما وصلت إليه ذاته من رفعة روحية. فيقول: أنا تجددت. أنا تطهرت. أنا تقدست. أنا تبررت. أنا ضمنت الملكوت. أنا قد صار الشيطان تحت قدمي، أدوسه بكل قوه وأطرده.. وتكرر كلمة (أنا) في مثل هذه الافتخار! وفيه كله، لا يذكر إطلاقًا عمل النعمة فيه! ولا يُذكر الضعف البشري المعرض للسقوط. ولا يُذكر قول الكتاب عن نبي عظيم مثل إيليا: "إيليا كان إنسانًا تحت الآلام مثلنا "! (يع 5: 17) مع أنه " صلي صلاة أن لا تمطر السماء، فلم تمطر على الأرض ثلاث سنين وستة أشهر. ثم صلي أيضًا، فأعطت السماء مطرًا، وأخرجت الأرض ثمرها" (يع 5: 17، 18). للأسف يستخدم الإنسان ما تعلنه نعمة الله معه، لتفتخر بها ذاته، وليس لكي يمجد عمل النعمة فيه، مع الاعتراف بضعفه.