|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مَن غَفَرتُم لَهم خَطاياهم تُغفَرُ لَهم، ومَن أَمسَكتُم عليهمِ الغُفْران يُمسَكُ علَيهم "مَن أَمسَكتُم عليهمِ الغُفْران يُمسَكُ علَيهم" فتشير الى الغفران الذي ليس لكل واحد، بل للتائب. فالأمر إذن يتوقف على اختبار الشخص هل هو تائب؟ أم غير تائب؟ ويعلق القدّيس كيرِلُّس الأورشليميّ " مغفرة الخطايا تُعطى للجميع، لكنّ مشاركة الروح القدس تُمنح وفقًا لنسبة إيمان كلّ واحد منّا" (تعليم عمادي 1،5)؛ ينبع سرّ التوبة والمصالحة (سر الاعتراف) مباشرة من السرّ الفصحيّ. لكن الاختلاف في تفسير هذه الآية لا يدور حول طبيعة السلطان الذي يمنحه يسوع لتلاميذه (متى 16: 19) بقدر ما يدور حول تحديد الذين يمارسون هذه السلطان. فالسلطة الممنوحة هي بمثابة إعلان المغفرة على اساس موت المسيح الذي حمل الخطايا كما ورد في انجيل متى "ما رَبطتُم في الأَرضِ رُبِطَ في السَّماء، وما حَلَلتُم في الأَرضِ حُلَّ في السَّماء"(متى 18: 18)؛ أمَّا فيما يتعلق فيمن يمارسون هذه السلطة فالتقليد الكاثوليكي يعتقد ان المقصود هم الكهنة. وقد مُنحوا السلطة بفضل شركتهم الوثيقة مع المسيح ان يتصرفوا باسمه، كوكلاء في غفران الخطايا او امساكها. وأمَّا التقليد البروتسنتي فيعتقد بان المقصود "الذي هو أداة الروح القدس" وذلك بحسب ما جاء في قول بطرس الرسول "بِأَنَّ كُلَّ مَن آمَنَ به يَنالُ بِاسمِه غُفرانَ الخَطايا" (اعمال الرسل 10: 43). يُعلن الرب يسوع للتلاميذ عن سلطانهم لمغفرة خطايا الناس. ولا يمكن للإنسان ان ينال رسالة الغفران الى ان يقبل مُعطي الغفران، أي يسوع المسيح. فالكاهن في سر الاعتراف او المصالحة لا يمثّل المسيح فقط، وإنما يمثّل أيضًا الجماعة بأسرها (الكنيسة) التي تجد نفسها في ضعف كلّ فردٍ من أفرادها، وتُصغي إلى توبته وتتصالح معه، وتشجِّعه وتُرافقه في مسيرة التوبة والنضوج الإنساني والمسيحي. ألله يغمرنا ويفرح بعودتنا من خلال الاعتراف كما فرح الأب في ابنه الضال (لوقا 15: 11-32). لِنسِرْ إذًا على هذه الدرب! باختصار، تشير هذه الآية الى إعطاء الرب موهبة الكهنوت لتلاميذه بسلطان الروح القدس بصورة مميَّزة عن حلول الروح القدس في يوم العنصرة، وهذه الموهبة هي لسلطان مغفرة الخطايا. |
|