|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
وفي مَساءِ ذلك اليَومِ، يومِ الأحد، كانَ التَّلاميذُ في دارٍ أُغْلِقَتْ أَبوابُها خَوفاً مِنَ اليَهود، فجاءَ يسوعُ ووَقَفَ بَينَهم وقالَ لَهم: السَّلامُ علَيكم! " بَينَهم" في الأصل اليوناني μέσος (معناه وسطهم) فتشير الى يسوع القائم الذي هو قريب لكل واحد بنفس الدرجة؛ وأمَّا عبارة "السَّلامُ علَيكم!" في الأصل اليونانيΕἰρήνη ὑμῖν (السلام لكم) فتشير الى بركة غير عادية تحمل قوة لطرد الخوف؛ وهي تحية سلام يحتاجون اليها بعد خوف يوم الجمعة العظيمة. هذا السلام يُبدِّد كل اضطراب أحدثه رحيله عنهم كما قال لهم يسوع "لا تَضْطَرِبْ قُلوبُكم. إنَّكم تُؤمِنونَ بِاللهِ فآمِنوا بي أَيضاً" (يوحنا 14: 1) ويبيِّن لهم محبته ومغفرته وشفقته عليهم دون ان يوبِّخهم على تركهم إياه بل حمل لهم بشارة المصالحة والسلام. وهذا السلام هو ثمر القيامة، سلام داخلي مع الله، ومع الإنسان نفسه كما مع إخوته؛ وهو بشارة المصالحة والسلام. وهو اتمام وعد يسوع في كلامه الاخير "سَلامي أُعْطيكم" (يوحنا 14: 27). هذا السلام يختلف عن أي سلام أرضي يتفاوض عليه البشر، هو السلام الذي نرجوه عندما نطلب في كل قداس " المجد لله في العلى وعلى الأرض السلام". وعَّرف بولس الرسول هذا السلام بقوله: "سلامَ اللهِ الَّذي يَفوقُ كُلَّ إِدراكٍ يَحفَظُ قُلوبَكم وأَذْهانَكم في المسيحِ يسوع" (فيلبي4 :7). وهو "المسيح سلامنا" (أفسس 2 :14)، "وقَد حَقَّقَ السَّلامَ بِدَمِ صَليبِه" (كولسي 1 :20). هذا هو الظهور الأول لكل التلاميذ لكنه الخامس بالنظر الى ظهوره لبعضهم والأول لمريم المجدلية (يوحنا 20: 16) والثاني لرفيقتين (متى 28: 9) والثالث لبطرس (1قرونتس 15: 5) والرابع لتلميذي عماوس (لوقا 24: 13) والخامس في هذا لظهور هنا. |
|