|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الشخوص إلى السماء كان كل مَن هم حوله ناظرين إلى أسفل لالتقاط حجارة لرجمه، وأما استفانوس، لكونه مَمْلُوًّا مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ، فقد «شَخَصَ إِلَى السَّمَاءِ» (ع55)؛ “شَخَصَ” أي “أمعن النظر”. لم تكن نظرة عابرة، لكنه “ثبت عينيه”. وبينما كان استفانوس مُحاطًا بأشد الظروف هولاً، وأقوى الأعداء بأسًا، وبينما الأشرار ينقضون عليه والموت ينشب أظفاره فيه، نراه رغم كل هذا لم تخُر عزيمته، بل كان منشغلاً ومنحصرًا في الأمور السماوية، فقد شخص إلى السماء، ورأى يسوع. ولم ينشغل استفانوس بالأعداء من حوله، ولا بآلامه ومتاعبه على الأرض، وهو ما يجب أن يفعله كل مؤمن حقيقي، ليس فقط في مواجهة ظروف الاضطهاد والإرهاب، بل أيضًا في كل وقت. علينا أن تسمو أفكارنا وتتعلَّق بما فوق، وتتركز على المسيح «فَإِنْ كُنْتُمْ قَدْ قُمْتُمْ مَعَ الْمَسِيحِ فَاطْلُبُوا مَا فَوْقُ، حَيْثُ الْمَسِيحُ جَالِسٌ عَنْ يَمِينِ اللهِ. اهْتَمُّوا بِمَا فَوْقُ لاَ بِمَا عَلَى الأَرْضِ» (كو3: 1، 2)، وذلك لأنَّ «سِيرَتَنَا نَحْنُ هِيَ فِي السَّمَاوَاتِ، الَّتِي مِنْهَا أَيْضًا نَنْتَظِرُ مُخَلِّصًا هُوَ الرَّبُّ يَسُوعُ الْمَسِيحُ» (في3: 20). والإيمان يغض الطرف عن العالم المنظور، ويتطلع إلى وطننا السماوي. وكل المؤمنين - مثل إبراهيم - يستطيعون أن يقولوا بالروح القدس - لا بالعين المجردة - ها نحن نرى «الْمَدِينَةَ الَّتِي لَهَا الأَسَاسَاتُ، الَّتِي صَانِعُهَا وَبَارِئُهَا اللهُ ... وَطَنًا أَفْضَلَ، أَيْ سَمَاوِيًّا» (عب11: 10، 16؛ 13: 14). |
|