|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
عظات على الرسالة إلى أهل رومية: تحوى 32 عظة، تعتبر من أفضل كتاباته، إذ يقول الأب أسيذورس Isidore of Pelusium إن "كنوز حكمة يوحنا المتعلم ظهرت على وجه الخصوص في تفسيره الرسالة إلى أهل رومية. لست أظن أن أحدًا يقدر أن يقول أني بهذا متملقًا إياه، فأنه لو أراد بولس الإلهي نفسه أن يشرح بلسانه الفصيح كتاباته ما كان يتكلم بغير ما قاله هذا السيد الشهير(27)". ألقى هذه العظات في إنطاكية ما بين عام 381 وعام 398، غالبًا بعد نهاية عظاته على إنجيل يوحنا بفترة قصيرة. بالرغم من أن الرسالة تعالج مشاكل كثيرة إلا أن الذهبي الفم لم يكن لديه أي ميل للفكر اللاهوتي، بل كان منجذبًا نحو الأسئلة السلوكية... بدأ عظاته بعبارات الإعجاب بالرسول بولس وسار في التفسير هكذا بمديح فائق له حتى أعلن شهوته أن يرى قبر الرسول بولس ليقبل تراب جسده، يرى آثار العينين اللتين أعميتا بالمجد ثم شفيتا لأجل خلاص العالم، العينان اللتان لم تعرفا النوم بل سهرتا في نصف الليل، ونظرتا الأمور غير المنظورة. يرى آثار قدمي بولس الرسول اللتين كانتا تجريان في العالم بلا ضجر، اللتان كانتا مقيدتين في المقطرة حين اهتزت أساسيات السجن(28). في عظته 23 حديث دافع عن الفكر المسيحي السياسي، كيف يلتزم المسيحي أيا كان كاهنًا أو راهبًا أو من الشعب بالخضوع للسلطات الحاكمة في الرب... ويلاحظ أن القديس في تعليقه على رد 5: 14 (العظة العاشرة) أوضح نظرته إلى "الخطية الجدية" أو "الخطية الأصلية"، أنه بإنسان واحد قد دبت الخطية في البشرية... بهذا لم يحمل أي اتجاه بيلاجي كما ادعى يوليان أسقفEclanum البيلاجي. ولتوضيح ذلك نقول إن الغنوسيين وأتباع ماني حرموا الإنسان من كل حرية اختيار، يولد شريرًا أو صلاحًا، لا خيار له في ذلك... فجاء بيلاجيوس يحمل التطرف المضاد فقال إن الإنسان يولد بلا خطية أصلية وبكمال حريته يبدأ هو الطريق ويقدر أن يخلص أو يهلك... مقللًا من شأن النعمة الإلهية. وقد أستغل يوليان كلمات القديس في عظة له للمعمدين حديثًا جاء فيها "لذلك نعمد حتى الأطفال الصغار بالرغم من أنهم بلا خطايا". وقد رد القديس أغسطينوس أن كلمة "خطايا" هنا بالجمع تشير إلى الخطايا الفعلية الشخصية وليس الخطية الأصلية(29)، مقدمًا ثمان مقتطفات من كلمات القديس أغسطينوس يتحدث فيها عن وجود الخطية الأصلية. أما بخصوص حرية الإرادة فقد تحدث كثيرًا عن حرية الإرادة وكيف أن الله يُريدنا أن نبدأ بالعمل لكي يعمل هو فينا... لكنه في مواضع أخرى يوضح حتى بدايتنا هذه لن تتم بدون معونة الله(30). فالقديس لم يحمل اتجاهًا بيلاجيًا... خاصة وأنه لا يتحدث في عظاته كمناضل لاهوتي وإنما كواعظ يحث الناس على الجهاد(31). |
|