|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
عظاته على العهد الجديد 1. عظات على إنجيل متى: تحوى تسعين عظة، ألقيت في إنطاكية(16)، غالبًا في الفترة الأخيرة من خدمته ككاهن(17)، حوالي عام 390م. جاء تفسيره للأمثال غاية في الروعة. ركز كثيرًا على الحث على الصدقة، معطيًا اهتمامًا بالجانب السلوكي في التفسير مثل عدم الغضب، وعدم الحسد، وغفران أخطاء الآخرين، وعدم الإدانة والصوم إلخ... كما هاجم بعض العادات الشريرة في ذلك الحين خاصة الذهاب إلى المسارح. مدح الحياة الرهبانية، فتحدث عن قداسة رهبان مصر(18)، ووصف الحياة الديرية كحياة مثالية في النصرة على الشر وحياة التكريس(19)، مثلًا حيًا للعلمانيين. دعاهم جنود المسيح، لابسي ثوب العرس في حديث دائم مع الملائكة. في مقدمة العظات تساءل: ألم يكن إنجيل واحد كاف أن يخبر بكل شيء؟ وجاءت الإجابة: "حقًا أن إنجيل واحد فيه الكفاية، لكن أن كتب الأربعة الإنجيليين، ليس في وقت وأحد، ودون أن يلتقوا معًا، ولا تناقشوا معًا، ومع هذا جاء حديثهم في كل الأمور كإنما يصدر عن فم واحد، فهذا برهان عظيم على الحق. ربما يًقال أنهم في بعض المواقع متهمون بعدم الاتفاق فيما بينهم. بلى، فأن هذا الأمر عينه يمثل شهادة عظيمة جدًا على الحق الذي لهم. فأنهم لو اتفقوا في كل الأمور تمامًا حتى في الزمن والمكان وكل الكلمات لما صدق أعداؤنا هذا، إنما كانوا يقولون أنهم التقوا معًا وكتبوا باتفاق بشري فيما بينهم... لكن ما قد يظنه البعض عدم اتفاق في أمور بسيطة ينزع الشك في وجود اتفاق فيما بينهم، وهذا في صالح الكتاب(20)". في هذه العظات كما في بقية تفاسيره لم يركز على الجانب العقيدي والمجادلات اللاهوتية، لكنه كان حريصًا أن يقدم العقيدة السليمة خلال كلماته الروحية، كما كان يرد على الهرطقات المعاصرة أحيانًا بطريقة مباشرة وأخرى بطريقة غير مباشرة، فرد على أتباع أريوس مؤكدًا لاهوت السيد المسيح ومساواة الابن للآب... كما رد على أتباع ماني مفندًا دعواهم بأن العهد القديم يختلف عن العهد الجديد، وأن إله العهد القديم إله العدل وإله العهد الجديد إله الحب. رد أيضًا على دعواهم بأن الجسد هو مصدر الخطية، إذ يقول: "لم يقل في أي موضع أن جسدنا معيب في شيء، بل في كل موضع المتهم هو الذهن الشرير. العيب ليس شريرًا بطبعه بل في الذهن والفكر(21). وأوضح أيضًا أن الشيطان ليس شريرًا بطبعه الأصلي، لكنه قبل الشر بإرادته، إنما أصله أحد الخلائق الصالحة(22). 2. عظات على إنجيل يوحنا: تحوى 88 عظة وهي اقصر من العظات على إنجيل متى، ألقيت في وقت متأخر عنها ربما في عام 391م، غالبًا ما كانت تلقى في الصباح(23). وهي أكثر جدلًا من العظات على إنجيل متى والسبب في هذا أنه كثيرًا ما يلتقي ببعض النصوص التي يستخدمها الأريوسيون لإنكار مساواة الابن للآب. في العظة السادسة أوضح أن السيد المسيح هو الله، ابن الله الوحيد الحقيقي واحد مع الآب في الجوهر البسيط.. كما يقول على لسانه: "لست أنا بالكائن الذي ينقص جوهره، إنما من أجل اهتمامي بخلاص الكثيرين نزلت إلى هذا الاتضاع لأشهد لنفسي للإنسان". وفي العظة الحادية عشر يقول: "صار ابن الله ابنًا للإنسان لكي يجعل من بني البشر أولادًا لله. فأنه عندما يجتمع العالي مع الأقل لا يمس هذا كرامته، إنما يرتفع بالذي هو أقل وينقله من خسته الزائدة، هكذا فعل الرب. بتنازله لم تنقص طبيعته شيئًا، إنما رفعنا نحن الذين كنا نجلس في العار والكلمة ودخل بنا إلى مجد لا ينطق به". 3. عظات على سفر الأعمال: أشار إليهاCassiodarus في القرن الخامس أنه بمساعدة أصدقائه قام بترجمتها إلى اللاتينية. وقد وجد شكلان مختلفان لها من المخطوطات، أما الطبعات فجاءت خليطًا منهما. تحوى هذه المجموعة 55 عظة ألقاها القديس في أسابيع الفصح في السنة الثالثة من أسقفيته (400 م.)، حيث كانت العادة أن يقرأ هذا السفر في الفترة ما بين عيد الفصح وعيد البنطقستي. كانت القسطنطينية في ذلك الوقت معرضة لاضطرابات مستمرة من الغنوصيين. للأسف جاءت هذه العظات هزيلة بالنسبة لغيرها من عظاته وذلك لأن القليل منها أعدها كتابة، أما أغلبها فجاءت مجرد ملاحظات سجلها بعض المستمعين له(24)، ولم يكن لدى القديس وقتا لمراجعتها بسبب مسئولياته الضخمة في عمله الجديد. حملت العظات بعض الأخطاء كما جاءت أحيانًا بغير نظام أو ترتيب. في هذه العظات أنتقد الذين يهملون هذا السفر: "أني لا أترك كنزًا كهذا يبقى مخفيًا عن الأنظار، فأنه بحق فائدته ليست بأقل ما للأناجيل. أنه مفعم بالحكمة المسيحية والتعليم الصحيح خاصة ما ورد فيه عن الروح القدس. ليتنا لا نعبر عليه عبورًا سريعًا بل نفحصه بدقه(25)". أنتقد تأخير العماد، كما عالج موضوع المعجزات: طبيعتها وغايتها والفارق بينها وبين السحر، موضحًا أنه خير لنا أن نتألم من أجل المسيح ونطرد الخطية عن أن نطرد شيطانًا أو نصنع المعجزات. ركز على الاهتمام بالصلاة ودراسة الكتاب المقدس والصدقة والغضب والوداعة كما أنتقد القسم وغير ذلك من العادات الشريرة(26). 4. عظات على الرسالة إلى أهل رومية: تحوى 32 عظة، تعتبر من أفضل كتاباته، إذ يقول الأب أسيذورس Isidore of Pelusium إن "كنوز حكمة يوحنا المتعلم ظهرت على وجه الخصوص في تفسيره الرسالة إلى أهل رومية. لست أظن أن أحدًا يقدر أن يقول أني بهذا متملقًا إياه، فأنه لو أراد بولس الإلهي نفسه أن يشرح بلسانه الفصيح كتاباته ما كان يتكلم بغير ما قاله هذا السيد الشهير(27)". ألقى هذه العظات في إنطاكية ما بين عام 381 وعام 398، غالبًا بعد نهاية عظاته على إنجيل يوحنا بفترة قصيرة. بالرغم من أن الرسالة تعالج مشاكل كثيرة إلا أن الذهبي الفم لم يكن لديه أي ميل للفكر اللاهوتي، بل كان منجذبًا نحو الأسئلة السلوكية... بدأ عظاته بعبارات الإعجاب بالرسول بولس وسار في التفسير هكذا بمديح فائق له حتى أعلن شهوته أن يرى قبر الرسول بولس ليقبل تراب جسده، يرى آثار العينين اللتين أعميتا بالمجد ثم شفيتا لأجل خلاص العالم، العينان اللتان لم تعرفا النوم بل سهرتا في نصف الليل، ونظرتا الأمور غير المنظورة. يرى آثار قدمي بولس الرسول اللتين كانتا تجريان في العالم بلا ضجر، اللتان كانتا مقيدتين في المقطرة حين اهتزت أساسيات السجن(28). في عظته 23 حديث دافع عن الفكر المسيحي السياسي، كيف يلتزم المسيحي أيا كان كاهنًا أو راهبًا أو من الشعب بالخضوع للسلطات الحاكمة في الرب... ويلاحظ أن القديس في تعليقه على رد 5: 14 (العظة العاشرة) أوضح نظرته إلى "الخطية الجدية" أو "الخطية الأصلية"، أنه بإنسان واحد قد دبت الخطية في البشرية... بهذا لم يحمل أي اتجاه بيلاجي كما ادعى يوليان أسقفEclanum البيلاجي. ولتوضيح ذلك نقول إن الغنوسيين وأتباع ماني حرموا الإنسان من كل حرية اختيار، يولد شريرًا أو صلاحًا، لا خيار له في ذلك... فجاء بيلاجيوس يحمل التطرف المضاد فقال إن الإنسان يولد بلا خطية أصلية وبكمال حريته يبدأ هو الطريق ويقدر أن يخلص أو يهلك... مقللًا من شأن النعمة الإلهية. وقد أستغل يوليان كلمات القديس في عظة له للمعمدين حديثًا جاء فيها "لذلك نعمد حتى الأطفال الصغار بالرغم من أنهم بلا خطايا". وقد رد القديس أغسطينوس أن كلمة "خطايا" هنا بالجمع تشير إلى الخطايا الفعلية الشخصية وليس الخطية الأصلية(29)، مقدمًا ثمان مقتطفات من كلمات القديس أغسطينوس يتحدث فيها عن وجود الخطية الأصلية. أما بخصوص حرية الإرادة فقد تحدث كثيرًا عن حرية الإرادة وكيف أن الله يُريدنا أن نبدأ بالعمل لكي يعمل هو فينا... لكنه في مواضع أخرى يوضح حتى بدايتنا هذه لن تتم بدون معونة الله(30). فالقديس لم يحمل اتجاهًا بيلاجيًا... خاصة وأنه لا يتحدث في عظاته كمناضل لاهوتي وإنما كواعظ يحث الناس على الجهاد(31). 5. عظات على الرسالتين إلى أهل كورنثوس: تحوى 44 عظة على الرسالة الأولي، 30 عظة على الرسالة الثانية، وضعت في إنطاكية(32)، أما تاريخ وضعها فيصعب تحديده،العظات على الرسالة الثانية جاءت بعد أربع سنوات من العظات على الرسالة الأولى(33). "يري المثقفون والأتقياء أن العظات على الرسالة الأولى إلى أهل كورنثوس أفضل عينات تفكيره وتعليمه. في شكلها تحمل خليطًا ما بين التفسير والنصائح(34)... ". في العظة 40 على الرسالة الأولي اقتبس مقتطفًا من قانون الإيمان الخاص بالمعمودية... وتعتبر العظة سجلًا تاريخيًا هامًا لليتورجية العماد في ذلك الحين. بجانب هاتين المجموعتين كتب القديس ثلاث عظات(35) على (1 كو 7: 1) وثلاث عظات(36) على (2 كو 4: 13) وعظة على (1 كو 15: 28) قام بنشرها S. Haidacher عام 1907. 6. تفسير الرسالة إلى أهل غلاطية: في الأصل هي مجموعة من العظات، لكنها حاليًا في شكل تفسير حيث يجرى شرح الرسالة آية آية. كتب في إنطاكية حيث يشير إلى عظته الخاصة بتغيير الأسماء(37)، ويرى نيومان(38)Newman J. H. أنه لا يمكن تحديد تاريخ كتابتها وأن كان يبدو أنها ليست قبل عام 395م. 7. عظات على الرسالة إلى أهل أفسس(39): تحتوى على 24 عظة، أُلقيت أصلًا في إنطاكية إذ يشير إلى قديسين محبوبين لهذه المدينة هما بابيلاس Babylas وجوليان(40)، كما أشار إلى المؤسسات الرهبانية في الجبال المجاورة لإنطاكية(41)(42) والتي كان لها دور هام في حياته. تعتبر العظة 20 هامة جدًا بالنسبة للتعليم عن الزواج. 8. عظات على الرسالة إلى أهل فيلبي: تحوى 15 عظة. يرى Bar أنها ألقيت في إنطاكية حيث كان له الوقت الكافي لتأليفها، غير أن العظة 9: 5 يتحدث فيها عن مسئولياته كأسقف، لذا يرى البعض أنها ألقيت بالقسطيطنية. في عظته السابعة عن في 2: 5-11 دافع عن التجسد الإلهي ضد الهراطقة أتباع مرقيون. بولس السومسطائي وآريوس. يتحدث عن وحدة اللاهوت مع الناسوت قائلًا: "ليتنا لا نخلط أو نقسم الطبيعتين. يوجد الله واحد، مسيح واحد، هو ابن الله. عندما أقول "واحد" أقصد اتحادًا وليس خلطًا، الطبيعية الواحدة لا تتغير إلى الأخرى، بل متحدة معها(43)". أن كان لم يذكر صراحة أن المسيح طبيعة واحدة متحدة من طبيعتين بلا اختلاط ولا امتزاج ولا تغيير، لكنه يحمل جوهر تعليمنا في طبيعة المسيح. 9. عظاته على الرسالة إلى أهل كولوسي: تعتبر هذه العظات مع عظاته على الرسالتين إلى أهل تسالونيكي أقل من بقية عظاته على العهد الجديد في تكوينها الأدبي وسموها، ربما لأنه كتب هذه العظات أثناء عمله الأسقفي، فلم يكن له الوقت الكافي للأعداد مثلما كان له في إنطاكية وهو كاهن... لكن هذه العظات حملت روح كرازي قوى، عظات ملتهبة، تشهد لغيرته المتقدة... يتحدث فيها مع شعبه عن كل تفاصيل حياتهم... عظاته على الرسالة إلى أهل كولوسي حوت 12 عظته، يتحدث فيها عن نفسه كأسقف، ألقاها بعد سقوط أتروبيوس وقبل إعدامه، أي عام 339م. في العظة الأولى تحدث عن أنواع الصداقات بين البشر، وفي الثانية اهتم بلاهوت السيد، وفي الرابعة أجاب على السؤال: لماذا لم يأت السيد إلى العالم في وقت مبكر؟ وفي الخامسة عالج عجز العقل البشري عن أدراك الأسرار الإلهية، وفي السادسة وصف موت المسيح كحل لرباطات الإنسان، وفي السابعة تحدث عن عمل المعمودية كتحطيم لأعمال الإنسان القديم والتمتع بالإنسان الجديد. وفي الثامنة شرح "الشكر" كفلسفة الحياة العظيمة وأوضح أن حياة الشكر تدخل في رتبة الاستشهاد. وفي التاسعة ركز على ضرورة قراءة الكتاب المقدس كما أشار إلى أهمية المزامير والتسبيح. 10. عظات على الرسالتين إلى أهل تسالونيكى: تحوى 11 عظة على الرسالة الأولى و5 عظات على الثانية، وضعها في القسطنطينية، إذ يتحدث عن نفسه كأسقف. 11. عظات على رسائل بولس الرعوية: تحوى 18 عظة على الرسالة الأولى إلى تيموثاوس و10 عظات على الرسالة الثانية، ألقاها في إنطاكية حيث لم يشر إلى نفسه كأسقف أثناء حديثه عن العمل الأسقفي، كما مدح المتوحدين الذين بجوار إنطاكية وشهد عن حرق معبد أبولو في Daphno(44)... كما تحوى 6 عظات على الرسالة إلى تيطس، ألقيت بإنطاكية، و3 عظات على الرسالة إلى فليمون، حيث شجع فيها المسيحيون على تحرير العبيد والنظر إليهم كإخوة... وهي غالبًا ألقيت في إنطاكية. 12. عظات الرسالة إلى العبرانيين: تحوى 34 عظة وضعها في السنة الأخيرة من وجوده بالقسطنطينية، لأن العنوان يشير إلى أنها نشرت بعد نياحته، عن مذكرات كتبها قسطنطين كاهن بإنطاكية... 13. عظات أخرى: ورد في ال Catenae مقتطفات لعظات تشرح أجزًاء من الرسائل الجامعة تحت اسم الذهبي الفم، لكن غالبًا هذه المقتطفات لم تؤخذ عن عظات وضعها القديس عن رسائل الجامعة إنما هي مقتطفات أخذت عن مقالات له في مواضع مختلفة. |
|