|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يذكرنا دم العهد أيضاً بأن عهد سيناء قد خُتم بالدم (خروج 24: 8): فتسْتبدَل بذبائح الحيوانات ذبيحة جديدة يُحقق دمها اتحاداً فعلياً نهائياً بين الله والبشر. وهكذا يتم الوعد "بالعهد الجديد" الذي تنبأ به كل من الأنبياء: إرميا وحزقيال؛ وبفضل دم يسوع سوف تتحوَّل قلوب البشر، ويمنح لهم روح الله. فموت المسيح الذي هو في نفس الوقت ذبيحة فصح، وذبيحة عهد، وذبيحة تكفير، سوف يُؤدِّي إلى تحقيق رموز العهد القديم، التي كانت تشير إلى هذا الموت بصور مختلفة. وسيظل هذا العمل حاضراً بيننا بفضل فعل طقسي، وذلك من خلال القداس الالهي الذي أمر به يسوع "إِصنَعوا هذا لِذِكْري" (لوقا 22: 19). والذكرى هنا ليست معناها أن نتذكر ما حدث في هذه الليلة كما لأمرٍ غائب عنا، بل إعادة دعوته أو تمثيله في معنى فعَّال. والكلمة اليونانية المستخدمة ἀνάμνησιν. وهي كلمة طقسية تفيد تكرار الطقس مُحدد الذي صنعه الرب يسوع معهم في تلك الليلة. وتعني تذكُّر المسيح المصلوب والقائم من الأموات، وتذكُّر ذبيحته لا كحدث ماضي بل تقديم ذبيحة حقة حاضرة وعاملة أي ذكرى فعَّالة. ويُردِّد بولس الرسول أنه يصنع ما تسلمه من الرب يسوع "فإِنِّي تَسَلَّمتُ مِنَ الرَّبِّ ما سَلَّمتُه إِلَيكُم، وهو أَنَّ الرَّبَّ يسوع في اللَّيلَةِ الَّتي أسلِمَ فيها أخَذَ خُبْزًا وشَكَرَ، ثُمَّ كَسَرَه وقال: ((هذا هو جَسَدي، إِنَّه مِن أَجْلِكُم. اِصنَعوا هذا لِذِكْري)). 25 وصَنَعَ مِثلَ ذلكَ على الكَأسِ بَعدَ العَشاءِ وقال: ((هذه الكَأسُ هي العَهْدُ الجَديدُ بِدَمي. كُلُّمَا شَرِبتُم فاصنَعوه لِذِكْري)). فإِنَّكُمَ كُلَّمَا أَكَلتُم هَذا الخُبْز وشَرِبتُم هذِه الكَأس تُعلِنونَ مَوتَ الرَّبِّ إِلى أن يَأتي"(1 قورنتس 11: 23-26). الأب لويس حزبون - فلسطين |
|