|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الجمال الروحي موسى لم يعلم أن جلد وجهه صار يلمع ( خر 34: 29 ) كون الجمال الروحي في أحسن حالاته عندما لا يشعر به صاحبه. إن كل فضيلة يدرك صاحبها أنها فيه، هي في الواقع ضعيفة لا جمال لها. لكن «موسى لم يعلم أن جلد وجهه صار يلمع» هذا هو أعلى مقياس للجمال الروحي؛ أن تكون جميلاً وأنت لا تعرف ذلك. هذا بالتأكيد درس نحتاج أن نتعلمه. إن الفضيلة عُرضة دائمًا لأن يُدرك صاحبها بأنها فيه، وبأن الناس يمتدحونه من أجلها، وفي ذلك كل فقدان للمعانها. خُذ مثلاً نعمة التواضع. التواضع صفة جميلة جدًا عندما لا يشوهها شيء. إن المسيح يمدها بكثير من جمالها في تواضعه. لكن يوجد تواضع يشعر به صاحبه، وينتظر مدح الناس له من أجله، وما هذا التواضع سوى نوع خادع من الكبرياء. ممكن جدًا أن نتباهى بتواضعنا. يوجد رجال ونساء، المصدر الوحيد لافتخارهم هو تواضعهم. كثيرًا ما نقابل أشخاصًا عندما تُطلب منهم خدمة ما، سرعان ما يلوحون بعَلَم التواضع ويقولون بأنهم من النوع المتواضع ويفضّلون أن يتواروا ويأخذوا المكان الأخير. صحيح أن المتواضع يأخذ المكان الأخير، ولكن لا يعلم بأن وجهه يلمع. الكبرياء تستطيع أن تأخذ المكان الأخير وتجد سرورها فيما تتوهمه من لمعان وجهها. إن اعتقاد الشخص بأنه متواضع، كثيرًا ما يشوه هذه الصفة الجميلة، لا بل ويقلبها إلى كبرياء «موسى لم يعلم أن جلد وجهه صار يلمع». وهكذا الحال مع جميع النعم والفضائل المسيحية الأخرى. لا يمكن لفضيلة ما أن تصير في كمال قوتها وجمالها إلا بعد أن يفقد صاحبها الشعور بأنها فيه. عندما نلبس فضيلة ونشعر بأننا لابسون إياها، يكون ذلك معناه أن هذه الفضيلة غريبة عنا، ويكون مَثلنا في ذلك شخص يلبس "بدلة" جديدة ويسير وهو يتصور أن كل الناس في الطرق ينظرون إليه. يجب أن تصبح الفضيلة عادية عندنا لدرجة ألا نشعر بوجودها فينا. فيجب مثلاً أن نتكلم بالصدق، كما نستنشق الهواء، دون أن نشعر. يجب أن نلبس لباس التواضع كما نتنفس، دون أن نشعر. وهكذا يجب أن تكون حالتنا بإزاء جميع الصفات المسيحية. يجب أن نعيش في العالم ووجوهنا تلمع، ولكن دون أن نشعر بذلك. ولكي نوجد في هذه الحالة يلزم أن تسودنا المشغولية بالله لدرجة أن ننسى أنفسنا كُلية, ويتبع ذلك التغير إلى تلك الصورة عينها ( 2كو 3: 18 ). |
|