|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هذا القديس كما ذكرنا في اليوم التاسع عشر من شهر توت، قد عذَّبه تريداته ملك الأرمن في سنة 272م بسبب مُخالفته له في عبادة الأوثان ثم طرحهُ في جُبٍّ أقام فيه خمس عشرة سنة، عاله الله في أثنائها إذ كانت تأتيه عجوز بما يقتات به. ولطول الزمن لم يعرف أخصاؤه إن كان قد مات أو لازال على قيد الحياة.
فلمَّا قتل الملك العذراء أريبسيما ومن معها من العذارى وأمر بطرح أجسادهن على الجبال، عاد فندم على ما فرط منه لأنه كان يريد أن يتزوج منها. ولما رأى أخصاؤه أنه قد أفرط في الحزن على قتلها، أشاروا عليه أن يخرج للصيد ليُسري عن نفسه، وفيما هو يمتطي جواده وثب عليه شيطانٌ وطرحه إلى الأرض وصار ينهش في جسده، وغيَّرَ اللـه شخصه إلى صورة خنزير بري، فأخذ يجول في البرية وينهش كل من وجده. كما أنَّ كثيرين من أهل مملكته قد أصابهم ما أصابه، وصار فزع وصراخ عظيم في القصر، وهذا بسبب ما فعله بالعذارى. ورأت شقيقة الملك رؤيا، في ثلاث ليالٍ متوالية، كأن إنساناً يقول لها: إنْ لم تُصعِدوا غريغوريوس من الجب فلن تنالوا خلاصاً ولا شفاء. فتحيَّر القوم إذ كانوا يعلَمون أنه مات. ثم أتوا إلى الجب وأنزلوا له حبلاً ونادوه، فلمَّا حرك القديس الحبل، عَلِموا أنه لا يزال حياً، فطلبوا منه أن يتعلق بالحبل وأصعدوه، ثم اغتسل وألبسوه ثياباً جديدة وأتوا به راكباً إلى القصر. وهناك استعلَم منهم عن أجساد العذارى حيث ذهب فوجدها سالمة فوضعوها في مكانٍ لائق. وسأله الشعب أن يشفي الملك مما هو فيه، فأحضره وقال له: هل تعود إلى أعمالك الرديئة؟ فلمَّا أشار الملك بالنفي، صلَّى عليه فخرج منه الشيطان وعاد إليه عقله وشخصه، ولكنه لم يعد صحيحاً كما كان، بل مازالت فيه بقية من خِلقة الخنزير وهيَ أظافر يديه ورجليه، تأديباً له وتذكيراً بما كان منه حتى لا يعود لمثله. ثم شفى الأب البطريرك جميع المُصابين وأخرج شياطين كثيرة. فآمن الملك وكل سكان كورته فعلَّمهُم وعمَّدهُم وبنى لهم كنائس كثيرة، ورسم لهم أساقفة وكهنة، ووضع لهم السُنن وفرض الأصوام. ولمَّا أكمل سعيه تنيَّح بسلامٍ فى مثل هذا اليوم |
|